الصين ودول أوروبا الشرقية في زمن «كوفيد-19»
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
انطلق إطار العمل هذا بين الصين و17 دولة من دول أوروبا الوسطى والشرقية في وارسو في 2012 وشكّل جزءاً أساسياً من "مبادرة الحزام والطريق"، لكن منذ ذلك الحين، بدأت بلدان مثل بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا تفقد اهتمامها بتلك المبادرة وابتعدت عن إطار العمل المشترك بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية، في حين عمدت بلدان أخرى إلى التقرب من الصين. تدخل المجر في هذه الخانة الثانية، في حين طوّرت مونتينيغرو بنيتها التحتية بدعمٍ مالي من الصين. تولي دول أوروبا الوسطى والشرقية اهتماماً خاصاً لعلاقاتها مع روسيا والاتحاد الأوروبي في حين تفكر بمسار تطور روابطها مع الصين، فترتبط بولندا مثلاً بعلاقة أمنية متوترة مع روسيا ويقلقها التعاون الأمني بين روسيا والصين، أما المجر فهي تتقرب من الصين بسبب توتر علاقاتها مع بروكسل، لكن لوحظ أن الصين وروسيا تحاولان التقرب من دول أوروبا الوسطى والشرقية غير المنتسبة إلى الاتحاد الأوروبي بأي ثمن، إذ تواجه البلدان التي ترشّحت للانتساب إلى الاتحاد لكنها لم تصبح أعضاءً فيه بعد عدد من التحديات على مستوى بناء الدولة، منها صربيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وألبانيا، حيث ينشغل الاتحاد الأوروبي من جهته بمشاكله الداخلية، على غرار "بريكست"، لذا لم يتمكن من الاهتمام بتلك البلدان بدرجة كافية، وهذا ما سمح للصين وروسيا بتكثيف تدخلّهما، فقد جرى الاجتماع الإداري بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية في بكين في أكتوبر 2019 لتحضير أجندة مستقبلية، لكن لم يحصل تقدم بارز في هذا الإطار منذ القمة التي جمعت قادة تلك البلدان في شهر أبريل من السنة نفسها، حيث يعكس غياب التقدم هذا تنامي الحذر الأوروبي تجاه الصين.لكن يبدو أن وباء كورونا منح فرصاً جديدة للصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية، حيث يدعو بعض الصينيين بكين وتلك الدول إلى التعاون لمنع انتشار الأوبئة بموجب إطار عمل مشترك بينها، فهل سيكون تفشي الوباء كفيلاً إذاً بتغيير مشهد التعاون الدولي للسيطرة على الأمراض المعدية؟ إذا كانت البلدان الاستبدادية أكثر إيجابية بشأن الحوكمة العالمية وتقديم الدعم للبلدان النامية، فقد يؤدي وباء "كوفيد-19" دوراً في تغيير النظام العالمي، لذا ثمة حاجة إلى تقييم تداعيات فيروس كورونا الجديد في جميع السياقات المحتملة.* شين كاواشيما* «دبلومات»