هل تصبح منصات العرض الرقمية الملاذ الآمن لصُناع الدراما، في حال امتد أمد أزمة كورونا؟ سؤال يفرض نفسه على المشهد الفني، بسبب حالة الركود الكبيرة التي يعانيها قطاع الإنتاج، سواء التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي، ما قد ينعكس بالسلب أيضا على القدرة الشرائية لبعض المحطات التلفزيونية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق، ما قد يؤثر بالتبعية على سوق الإعلان، الذي يُعد رافدا مهما تعتمد عليه الفضائيات لشراء الأعمال الدرامية.وقد أصبحت منصات العرض الرقمية جاذبة للعديد من صُناع الدراما، لأسباب عدة، أبرزها قدرتها على الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور، وعلى سبيل المثال يصل عدد مشتركي "نتفليكس" ما يقارب 150 مليونا على مستوى العالم، كما توفر هذه المنصات مساحة أكبر من حُرية التعبير، بعيدا عن القيود التي تفرضها الرقابة، وتتيح الفرصة أمام الكُتاب لتقديم أفكار مختلفة، إلى جانب جودة التنفيذ، فضلا عن المقابل المادي الذي تقدمه المنصات لشراء تلك الأعمال.
وتماشياً مع إيقاع الحياة السريعة التي نعيشها حاليا، أصبح التوجه حاليا بصورة أكبر نحو الأعمال المكثفة، والتي لا تتجاوز عدد حلقاتها 15 حلقة، ما يسهِّل مهمة صُناع الدراما، لاسيما الكُتاب، ويمنح المنتج فرصة لرفع جودة المنتج الفني الذي يقدمه.وقد وضعت كل تلك المميزات المنصات الرقمية في منافسة قوية مع الفضائيات، بل إن بعض المحطات أصبحت تسعى إلى تطوير ظهير رقمي لها، وتخصه ببعض الأعمال التي لا تعرضها عبر شاشتها، مثل مجموعة mbc، التي وضعت المنصات التفاعلية والمدمجة ضمن خططها التوسعية.
تجارب مهمة
ويبدو أن صُناع الدراما الخليجية فطنوا إلى أهمية تلك المنصات، حيث تابعنا مجموعة مهمة من التجارب أخيرا، منها مسلسل "دموع فرح"، المؤلف من 8 حلقات، والذي تم تصويره بتقنيات متطورة جداً، خصوصاً أنه يتناول قصة اجتماعية، في إطار حماسي مشوِّق جداً. مسلسل "دموع فرح" من إخراج الفرنسي هنري بارجيس، ويشارك في بطولته إلى جانب شجون الهاجري، مجموعة من أبرز نجوم الخليج، من بينهم: عبدالعزيز الحداد، هدى الخطيب، محمد الدوسري، الطفلة الزين بوربيع وغيرهم.ونتابع من خلال السياق الدرامي للأحداث تحوُّل رحلة سياحية لعائلة كويتية إلى أسوأ كوابيسها حين تضيع الابنة في واحدة من أخطر غابات جورجيا، وتخرج الأم للبحث عنها، لكنها تضل طريق العودة.دراما بوليسية
أما المسلسل الثاني الذي بدأ عرضه قبل يومين، فهو الدراما البوليسية "رحلة إلى الجحيم"، عبر منصة شاهد، للمخرج والمنتج حسين دشتي، وبطولة علي كاكولي وليلى عبدالله والعديد من الفنانين. وصُور المسلسل بالكامل (9 حلقات) في جورجيا، بمشاركة فريق تقني وفني محترف، ممن لهم باع طويل في أعمال الأكشن والإثارة العالمية.والعمل سيناريو وحوار فيصل البلوشي، و"Producer" يعقوب الحزباوي، وبطولة مطلقة بين كاكولي وعبدالله، بمشاركة نجوم من مختلف الدول العربية، وتدور أحداثه حول عميل يُدعى إلياس، يجسِّد دوره علي كاكولي، ينتمي إلى جهاز الموساد، ويملك من المهارات الكثير، ويتم تكليفه مهمة جلب رهينة من إحدى الجماعات الإرهابية تُدعى آمار، وتجسِّد دورها ليلى عبدالله، والسبب في استهداف تلك الفتاة أنها تمتلك كمَّاً من المعلومات عنهم وتهددهم بها.بينما بدأ منتصف الشهر الجاري عبر "شاهد" عرض المسلسل السعودي "مامجي"، للمخرج الكويتي يعقوب يوسف المهنا، والفنان فيصل العيسى. وتقع أحداث المسلسل في 20 حلقة، وتدور قصة "مامجي" حول رجل أعمال مهووس بلعبة مامجي، ويحلم بتطبيقها على أرض الواقع، ويسخِّر أمواله ونفوذه لتحقيق هدفه، لاسيما أنه تاجر أسلحة وعضو بارز في المافيا العالمية.