لعبت مؤسسات المجتمع المدني دورا مهما وكبيرا في خدمة المجتمع، إلى جانب وزارة الصحة وجميع وزارات الدولة والمؤسسات الرسمية في التصدي لفيروس كورونا المستجد في البلاد، بهدف سلامة المواطنين والمقيمين.

وعملت جمعيات النفع العام جاهدة لاحتواء الفيروس والحد من خطر انتشاره، إلى جانب الجهود الحكومية الكبيرة، عبر تسخير إمكاناتها ووسائل الوقاية للحد من انتشار الفيروس، واتخاذ الخطوات الاحترازية للتصدي للمرض في الكويت.

Ad

وكانت جمعية الهلال الأحمر في مقدمة مؤسسات المجتمع المدني التي لعبت دورا كبيرا في التصدي لـ "كورونا"، حتى قبل الإعلان الرسمي عن إصابات بالفيروس في الكويت.

صدارة المشهد

وقالت الأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر، مها البرجس، إن "الجمعية كانت في صدارة المشهد منذ اللحظات الأولى، جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة ووزارات الدولة المختلفة".

وكشفت البرجس لـ "الجريدة" أن إجمالي عدد المتطوعين في الجمعية بلغ 1252 متطوعا بواقع 909 ذكور و343 أنثى. وأعلنت توزيع 6 آلاف سلة غذائية على عمال المدارس وغيرهم من العاملين في عدد من مؤسسات الدولة، إضافة إلى توزيع نحو 25 ألف وجبة غذائية على العمال في أمغرة وصبحان والمهبولة وبنيد القار وشرق وغيرها حتى اللحظة. وقالت إن جميع المتطوعين لم يتوانوا عن تلبية نداء الواجب الإنساني ووهبوا جميع طاقاتهم لمساعدة المواطنين والمقيمين.

لجنة داخلية

وأكدت البرجس تشكيل لجنة داخلية في جمعية الهلال الأحمر منذ اليوم الأول لظهور حالات في الكويت، مشيرة إلى أن هذه اللجنة تعقد اجتماعات متواصلة يوميا لمناقشة التطورات والاطلاع على احتياجات المحاجر والقيام بجولات ميدانية عليها، وتوزيع المساعدات على المحتاجين، سواء داخل أماكن عملهم أو في العمارات التي تم حجرها بسبب وجود إصابات فيها، إضافة إلى مناقشة احتياجات المتبرعين ومقترحاتهم.

وأوضحت أن توزيع السلال الغذائية يأتي في إطار حملة "من أجل الكويت اقعد بالبيت"، للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

وأكدت أن "الهلال الأحمر" هي الذراع الرئيسة للأعمال الإنسانية في الدولة وفقا لاتفاقيات جنيف، وهي تعمل في ظل ظروف استثنائية بشكل حيادي وشفاف لتوفير سبل الإعاشة الكريمة للشعوب عبر توزيع المواد الغذائية والأدوية وغيرها.

تبرعات «أونلاين»

وأعلنت البرجس إطلاق الجمعية لحملة تبرعات "أونلاين"، وكانت إيجابية جدا، وتفاعل معها كثير من أصحاب الخير، لافتة إلى أن استعدادات الجمعية كانت منذ شهر فبراير الماضي وقبل ظهور أي حالات إصابة بالفيروس في الكويت، مشيرة إلى قيام الجمعية بعمل توعوي كبير من خلال إصدار بروشورات وكتيبات صغيرة عن أعراض الفيروس وكيفية الوقاية منه، وتم توزيعها على الجمعيات والأماكن العامة، لتوعية الرواد بهذا الفيروس.

وقالت إن الجمعية وقفت إلى جانب المحتاجين في هذه الأزمة، خصوصا العمال الذين يعانون أوضاعا مالية صعبة، ويعملون باليومية ومن ذوي الدخول والرواتب المتدنية، حيث وزعنا سلات غذائية عليهم في أماكن عملهم، مثل حراس المدارس والمقابر، حيث تم تزويدهم بسلات غذائية تكفيهم شهرا.

وأضافت أن الجمعية قامت أيضا بتوزيع 3000 سلة غذائية على عمال المزارع في منطقة الوفرة و300 سلة غذائية في السالمي.

وأوضحت أن الجمعية تعمل في 4 محاجر رئيسية هي الخيران وأكوا مارين والوطنية وخليفة، إلى جانب التعاون مع وزارة الصحة في منتجع الجون. كما شاركت أيضا في مبادرة "نحميكم" من خلال قياس الحرارة لمرتادي الجمعيات التعاونية، فضلا عن توزيع الكمامات والمعقمات على عدد كبير من مؤسسات الدولة ووزاراتها ودور الرعاية والسجون.

خطة متكاملة

من جانبه قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الجمعية خالد الزيد إن الجمعية وضعت خطة متكاملة لتوزيع المساعدات على الأسر المستحقة مراعية بذلك الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة للحد من انتشار الفيروس أثناء عملية الاستقبال والتوزيع على المستحقين، مشيرا إلى أن توزيع المساعدات الغذائية يأتي للتخفيف على الأسر المحتاجة.

وقال الزيد لـ"الجريدة" إنه تم توزيع سلات غذائية على حراس 887 مدرسة ضمن حملة "من أجل الكويت اقعد بالبيت" في محافظات الكويت الست، لافتا إلى قيام الجمعية بتوزيع وجبات غذائية على العمالة ممن يسكنون في العمارات التي تم حجرها بسبب اكتشاف إصابات فيها، مثل الفحيحيل والسالمية وغيرها حيث تم تزويد العمالة الموجودة في تلك العمارات السكنية بالوجبات، وتم تقديم سلات غذائية لهم أيضا تكفي لمدة شهر للشخص الواحد، حيث تم توزيع أكثر من 1000 سلة غذائية لعدد من العمارات في منطقة المهبولة المحجور عليهم، إلى جانب توزيع 165 سلة غذائية على إحدى العمارات في منطقة الفحيحيل، ونحو 800 وجبة يتم توزيعها يوميا على العمال في بعض محاجرهم السكنية.

وشدد الزيد على أهمية بقاء الجميع في منازلهم بهدف الصحة العامة والحد من انتشار الفيروس واحتواءه، مؤكدا حرص الجمعية على تقديم كل أشكال المساعدات الممكنة للأفراد والأسر المحتاجة سعيا منها لمساندتهم وإعانتهم على تحمل ظروفهم المعيشية عبر سلسلة من المشاريع والبرامج المختلفة على الساحة المحلية.