العلاقات بين الصين ولاوس تحت المجهر
قبل أيام بدأت الصين ولاوس تراقبان سير العمل في مشروع سكة الحديد المشترك بين البلدين، ومن المنتظر أن ينتج العمل بعد انتهائه أطول سكة حديد في آسيا خارج الصين، وقد سلّطت هذه المبادرة الضوء على مشروع أساسي في مجال البنى التحتية في إطار العلاقة الثنائية الواسعة بين الطرفين.أقامت الصين ولاوس علاقات دبلوماسية ثنائية عام 1961، لكن استمر التوتر بينهما على مر الحرب الباردة، ثم بدأت العلاقة تتحسن بعد انتهاء تلك الحرب خلال التسعينيات وطوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فوصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في 2009، ولا تزال التحديات قائمة في هذه العلاقة اليوم حيث (يسود استياء محلي في بعض مشاريع البنى التحتية الصينية أو تنتشر المخاوف من اتكال "فيينتيان" الاستراتيجي المفرط على بكين)، لكنها تابعت إحراز التقدم في مجالات متنوعة.يدخل مشروع سكة الحديد المشترك بين الصين ولاوس في هذه الخانة، والمشروع هو عبارة عن سكة حديد مساحتها 414 كلم وتمتد من البوابة الحدودية "بوتن" في شمال لاوس على الحدود الصينية إلى العاصمة "فيينتيان" عبر أنفاق بمساحة 198 كلم وجسور ممتدة 62 كلم، وتصل سرعتها إلى 160 كلم في الساعة، وهو جزء من "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، ويهدف إلى مساعدة لاوس في التحول من بلد غير ساحلي إلى صلة وصل ناشطة، فقد بدأ بناء المشروع في 2016 ومن المتوقع أن ينتهي في نهاية 2021.
استمر العمل على المشروع مع حلول 2020 وسط تطورات عامة أخرى، منها الذكرى الخامسة والستين لتأسيس "حزب الشعب الثوري اللاوسي" الذي يحكم البلد وانتشار وباء فيروس كورونا العالمي الذي جعل الصين تقدم المساعدات إلى لاوس على شكل خبراء ومعدات طبية. في الأسبوع الماضي، أصبح المشروع تحت المجهر مجدداً مع بداية الإشراف على سير العمل لإنشاء سكة الحديد بين الصين ولاوس انطلاقاً من "فيينتيان"، فشكّلت هذه المرحلة خطوة محورية أخرى من المشروع.وفق مصادر وكالة الأنباء الصينية الحكومية "شينخوا"، بدأ تتبّع سير العمل في الساعة العاشرة والنصف صباحاً من يوم 27 مارس، فخُفِّضت سكة فولاذية بطول 500 متر نحو موقعها الصحيح في ضواحي عاصمة لاوس، "فيينتيان"، وذكرت وكالة "شينخوا" كلام هيو بين، مدير المشروع من "المجموعة الهندسية للسكك الحديدية الصينية رقم 2" (CREC-2)، حين قال إنها المرة الأولى التي تُستعمل فيها آلة البناء CYP500 في مشاريع سكك الحديد في جنوب شرق آسيا، واستطاعت تلك الآلة أن تبني مسارات على مسافة كيلومترَين يومياً بدل المعدل اليومي المطلوب الذي يقتصر على كيلومتر ونصف.ورغم إنهاء مرحلة تركيب المسارات، لم يتّضح بعد معنى هذه الخطوة بالنسبة إلى مستقبل سكة الحديد بين الصين ولاوس نظراً إلى المصاعب التي واجهها المشروع حتى الآن وتداعيات وباء "كوفيد-19"، ولا عجب في أن تحافظ "شركة سكة حديد لاوس والصين المحدودة" على تفاؤلها رغم هذه الشكوك والتحديات كلها، مما يعني أن بناء المشروع يتقدم في جميع الظروف، وأنه سينتهي في التاريخ المتفق عليه في 2021، ومع ذلك لا أحد يعرف بعد حقيقة الوضع وطريقة تشغيل المشروع بعد إنهائه.* براشانث باراميسواران* «دبلومات»