مزرعة شيخ تتحول إلى «مدينة عمالية»
• تضم 40 مهجعاً لـ 1200 عامل نُقلوا من «بيئة كورونا» بالمهبولة والجليب
• خالفت شروط الحيازة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي... و«حصانتها» هوية مالكها
هل تتحول مزارع الإنتاج الغذائي في البلاد إلى ملاذ لمخالفات العمالة، وتالياً إلى بيئة حاضنة لوباء «كورونا»؟ تساؤل أثارته التغييرات التي أُجريت في بعض مزارع الوفرة، خصوصاً مزرعة يملكها أحد أبناء الأسرة، وتحولت إلى «مدينة لسكن العمال» بعدما لجأ إليها آلاف العمال الهاربين من منطقتي العزل في المهبولة وجليب الشيوخ.وأبدى الكثير من أصحاب المزارع مخاوفهم من هذا التمدد العمالي الكثيف، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى مزرعة «الشيخ» ومزارع أخرى (لدى الجريدة أسماؤها وصور للعمالة فيها)، مما ينذر بمخاطر كبيرة على مستقبل الأمن الغذائي، لا سيما أن القسم الأكبر من هذه العمالة التابعة لإحدى الشركات، والذي انتقل إلى المزرعة أخيراً كان يقيم في المهبولة والجليب اللتين اعتبرتا «بيئة حاضنة» لتفشي «كورونا».
وتشير الوثائق لدى «الجريدة» إلى أن مزرعة «الشيخ»، التي تمتد على مساحة 50 ألف متر مربع، تحولت إلى «مدينة عمالية»، إذ قام أخيراً أحد المواطنين الخليجيين باستئجارها وإقامة نحو 40 مهجعاً فيها لإسكان أكثر من 1200 عامل يعملون في بعض مشاريع النفط القريبة، بمعدل 30 عاملاً في كل مهجع، وتتولى مئات الحافلات والسيارات نقل هؤلاء إلى أماكن العمل، في مخالفة صارخة لكل تدابير السلطات الصحية بعدم الاختلاط والاكتظاظ.ويشير بعض أصحاب المزارع القريبة إلى أنهم قدموا عدداً من الشكاوى ضد مزرعة «الشيخ»، التي مُنحت في الأصل كحيازة زراعية لتحقيق الأمن الغذائي، وتحولت إلى سكن للعمال، بيد أن هذه الشكاوى غالباً ما كانت تُرفض بذريعة أن صاحب المزرعة من أبناء الأسرة.ويحذر أصحاب المزارع من أن مخاطر «كورونا» باتت على أعتاب حيازاتهم، خصوصاً أن القسم الأكبر من العمالة استُقدم من «المهبولة»، فضلاً عن إعلان بعض الجهات الصحية إصابات بـ «الفيروس» في القطاع النفطي الذي يعمل هؤلاء فيه.