انفرد فصيل "كتائب حزب الله - العراق"، الذي بدأ دوره يتزايد أخيراً، خصوصا بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي كان "المنسق الأعلى" بين الفصائل العراقية الموالية لإيران، برفض تكليف رئيس المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي، الذي وافقت أكبر الفصائل الشيعية على تسميته، وبينها تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، وتحالف سائرون برعاية مقتدى الصدر.

وقال "حزب الله - العراق"، في بيان أمس الأول، إن "الإجماع على ترشيح شخصية مشبوهة لا تنطبق عليها المعايير تفريط بحقوق الشعب وتضحياته وخيانة لتاريخ العراق".

Ad

ورأى أن "محاولة القوى السياسية عبور هذه المرحلة بالخضوع لضغوط الأعداء عجز ما بعده عجز"، مضيفاً أنه "من غير المقبول أن تتعامل القوى السياسية التي تمثّل الأغلبية بهذا الاستسلام في قضية حساسة".

واعتبر أن "هذه المؤامرة هي بمنزلة إعلان حرب على الشعب العراقي"، داعياً "المخلصين والوطنيين من أبناء هذا البلد إلى أن يأخذوا دورهم المعهود برفض هذه الصفقة".

وشدد "حزب الله - العراق" على أن "كتائبه لن نتوقف عن ملاحقة المتورطين بدماء الشهداء وقادة النصر، ولن نستكين حتى يقدموا للعدالة". وكانت فصائل شيعية قد وجهت اتهامات للكاظمي ولضباط آخرين بالتورط في تصفية القوات الأميركية لسليماني وحليفه العراقي الأوثق أبومهدي المهندس أوائل يناير الماضي قرب مطار بغداد.

وكان فصيل "عصائب أهل الحق" بقيادة قيس الخزعلي قد قال ان لديه ملاحظات على الكاظمي، لكنه لن يقف حجر عثرة في حال استطاع تشكيل حكومة وتمريرها في البرلمان. وكان لافتا ترحيب الأمين العالم لحركة الإمام علي المتشددة، شبل الزيدي، بالتكليف.

الكوثراني

جاء ذلك قبل ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأميركية رصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل معلومات عن ممثل "حزب الله" اللبناني في العراق، محمد الكوثراني. وقالت إن الكوثراني "تولى بعض الأنشطة للتنسيق السياسي بين الجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران".

وأضافت أن الكوثراني "يعمل على تسهيل عمل الجماعات التي تنشط خارج سيطرة الحكومة العراقية، وقمعت الاحتجاجات بالعنف وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية وتورطت في أنشطة إجرامية منظمة على نطاق واسع". وأشارت إلى أنها "تعرض المكافأة مقابل معلومات عن انشطة الكوثراني ومساعديه".

وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت الكوثراني على قائمة الإرهاب في عام 2013، متهمة إياه بتمويل الجماعات المسلحة في العراق والمساعدة في نقل المقاتلين العراقيين إلى سورية لدعم القوات الحكومية السورية.

ومنذ وفاة سليماني أشارت تقارير عدة الى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد يساهم في ملء الفراغ الذي ظهر بغياب سليماني، وأن الكوثراني هو الرجل المناسب للمهمة، خصوصاً أنه عمل مع سليماني مدة طويلة، وهو من مواليد النجف ويتحدث باللهجة العراقية، وعاش سنوات في العراق. ولفتت تقارير الى اجتماعات للقوى الشيعية العراقية عقدت في بيروت بتنظيم حزب الله.

وأجرى خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الايراني، إسماعيل قآني، زيارة الى بغداد قبل أيام. ولم يتضح بعد النهج الذي يعتمده قآني وإذا كان سيشرف شخصيا على ملف العراق كسلفه أم انه سيستعين بآخرين.

السفير الإيراني

بدوره، رحب سفير إيران لدى بغداد، إيراج مسجدي، بتكليف الكاظمي. وقال في تصريح لوكالة إرنا، ان "المسار القانوني اتبع في انتخاب مصطفى الكاظمي، وانتخبته الكتلة الشيعية الكبيرة وقدمته الى رئيس الجمهورية برهم صالح لتكليفه تشكيل الحكومة، وبالتالي فإن هذا التكليف جرى في إطار عملية قانونية".

وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية في ايران تحترم مقررات وقوانين العراق والنظام السياسي العراقي، لذا لم نتدخل بأي شكل من الاشكال، سواء سلبا او ايجابا في اختيار أي شخصية تم أو يتم تكليفها لرئاسة وزراء العراق، ورسالتنا كانت كالتالي.. أي شخصية تأتي وفق القانون وتحظى بموافقة البرلمان عليها، فنحن سنضم صوتنا لجانب هذه الشخصية، وسنعمل معها وندعمها". وأكد أن "الجمهورية الإسلامية في ايران تدعم البرلمان العراقي الممثل الشرعي لكل طوائف المجتمع العراقي وسياسة الجمهورية الإسلامية تجاه العراق لا تعتمد على دعم مجموعة سياسية عراقية ضد أخرى، كل الأديان والأطياف والمذاهب والقوميات في هذا البلد تحظى بالاحترام الكامل من قبلنا".

من ناحيتها، كتبت وكالة مهر الايرانية إن "الكاظمي يعرف جيدًا كيف يكون صديقًا لطرفين غير مرتبطين. استقبل بحرارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماع عام 2017 مع حيدر العبادي في الرياض واحتضنه، كانت علاقاته الغربية والشرقية قد مهدت الطريق لهذا الرجل في الظل. إنه مفاوض قوي وممثل سياسي ذو نباهة".

«قبضة الهدى»

الى ذلك، هدد فصيل عراقي مجهول أطلق على نفسه اسم "قبضة الهدى" باستهداف السفيرين الأميركي والبريطاني في بغداد. وقال الفصيل، في بيان وقّعه باسم "فصائل المقاومة الإسلامية في العراق ــ قبضة الهدى": "حسب معلومات تردنا، فإن قوات الشر الاميركي تخطط لشن هجوم ضد فصائل المقاومة الإسلامية المباركة والشعب العراقي، لذلك نحن نقول ان "عيوننا ترصدكم في كل مكان، والسفيرين الأميركي والبريطاني في بغداد إن لم يغادرا العراق خلال 48 ساعة فسنخرجهما من العراق قتيلين، وقد أعذر من أنذر".

وفيما بدا انه استراتيجية جديدة من قوى مسلحة موالية لايران، تبنى تنظيم مجهول يطلق على نفسه اسم "عصبة الثائرين" قصف قاعدة التاجي العراقية التي تضم قوات أميركية.

عنوان الباتريوت

في المقابل، أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمس، ان الولايات المتحدة فعّلت أنظمة باتريوت الدفاعية في العراق لحماية قواتها.

وأكد مسؤولون لوكالة "أسوشيتد برس"، أنه تم "نشر أنظمة باتريوت الصاروخية ومنظومتين أخريين للصواريخ قصيرة المدى في قاعدة عين الأسد، التي تعرّضت لقصف صاروخي في يناير الماضي، وكذلك في القاعدة العسكرية ب‍أربيل".