رحيل الفنان عبدالرحمن أبو القاسم عن 78 عاماً

نزَح من فلسطين إلى دمشق في السادسة من عمره واضطُر إلى التسول

نشر في 12-04-2020
آخر تحديث 12-04-2020 | 00:05
الفنان الفلسطيني الكبير عبدالرحمن أبوالقاسم
الفنان الفلسطيني الكبير عبدالرحمن أبوالقاسم
بعيداً عن مسقط رأسه صفورية في شمال فلسطين، توفي الفنان الفلسطيني الكبير عبدالرحمن أبوالقاسم، بالعاصمة السورية دمشق، عن عمر ناهز الـ78 عاماً، بعد رحلة حافلة بالعطاء، في المسرح والتلفزيون والسينما.

ولد الراحل في قرية صفورية عام 1942، ولم يكمل عامه السادس حتى اكتوى بنيران النكبة، التي جعلته لاجئاً في لبنان أولا، قبل أن ينتقل للعيش في سورية.

يقول أبو القاسم إنه خلال رحلة النزوح من فلسطين إلى بنت جبيل في لبنان، ومنها إلى دمشق، كان أكبر إخوته وكان في السادسة من عمره، واضطر أن يتسوّل مع غيره من الأطفال ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، وبعدما وصل إلى الشام عمل بائعاً للحلويات، ودخل المدرسة ليبدأ مشواره مع المسرح المدرسي.

وشهد المسرح بداياته الفنية، وهو يروي بنفسه عن ذلك فيقول: «بدأت العمل في المسرح المدرسي عام 1954، وتحديداً في مدارس دمشق الابتدائية، ومنها إلى الإعداد في مدرسة الصناعة».

ثم تنقل في عدد من الفرق السورية المحلية، ومنها الفرقة السورية للتمثيل، ونادي الأزبكية، والنوادي التي كانت تابعة لوكالة الغوث في المخيمات الفلسطينية، ثم انضم إلى فرقة مسرحية لحركة فتح، وكان اسمها فرقة فتح المسرحية، والتي أصبح اسمها لاحقا فرقة المسرح الوطني الفلسطيني.

وفي التلفزيون سجل علامات فارقة، ولاسيما في المسلسلات التاريخية، التي شارك في العشرات منها، ولعل أبرزها مسلسل «الجوارح»، الذي لعب فيه دور ابن الرومية، الحكواتي بصوته الجهوري وأدائه الفائق الإتقان.

وفي الحياة، كما الفن، كان الراحل وفياً لقناعاته، وخياراته الشخصية والفنية، ولعل هذا ما سيخلد ذكراه في وجدان عشاق فنه.

قدم أبو القاسم العديد من الأعمال التلفزيونية السورية، منها: «الكف والمخرز»، و«العبابيد»، و«الكواسر»، و«أبو خليل القباني»، و«الهنوف»، و«بيت جدي»، و«الأماني المرة»، و«طوق البنات»، و«شتاء ساخن».

وشارك في أفلام سينمائية، منها: «الأبطال يولدون مرتين»، و«صهيل الجهات»، و«نسيم الروح»، و«طعم الليمون»، و«الأمانة»، إضافة إلى العديد من الأعمال الإذاعية.

وللراحل العديد من الآراء المهمة، التي تعكس قناعته الخاصة، حيث صرح من قبل عن مرحلة اللجوء، مؤكداً أنه على الرغم من مغادرته فلسطين وقريته صفورية في السادسة من عمره، إلا أنه عندما زارها قبل سنوات قليلة بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية، شعر بأنه سيعود إليها مجدداً، وأنه سيتمكن من زيارة كل مدنها.

وأضاف أنه خلال زيارته لكنيسة المهد، دخل وقت الصلاة فاستأذن الكاهن ليجيب الأخير، قائلا: «هذا بيت الله، صلِّ كما شئت»، فقام أبو القاسم بأداء صلاة العصر داخل الكنيسة.

وينظر الوسط الفني في سورية والعالم العربي إلى الراحل بوصفه صاحب تاريخ مسرحي عريق واقتراحات وأفكار بناءة في مجال التلفزيون والمسرح.

back to top