الرمز الأخضر جواز سفر تنقل الصينيين داخل بلدهم

• أساور إلكترونية لتتبُّع منتهكي العزل

نشر في 12-04-2020
آخر تحديث 12-04-2020 | 00:06
فتاة تلهو على «السكوتر» في بريطانيا أمس (رويترز)
فتاة تلهو على «السكوتر» في بريطانيا أمس (رويترز)
في الصين، أصبح على جميع سكان ووهان اجتياز الرقابة الصارمة بعد رفع قيود التنقل، من خلال هواتفهم الذكية، من أن حالتهم الصحية تُعطي "الرمز الأخضر".

بكلمات بسيطة، ووفقًا لتطبيق يسمى "رمز الصحة"، يُصبح المستخدم خاليًا من الفيروس، وبالتالي يمكنه التنقل دون قيود.

ومع ذلك، إذا ظهر للشخص رمزًا أصفر أو أحمر، فإن الوضع يتغير؛ في الحالة الأولى، يجب أن يظل في الحجر الصحي لمدة سبعة أيام لأنه يعني أنه كان على اتصال مع شخص مصاب، وفي الحالة الثانية لمدة أسبوعين، على اعتبار أنه قد يكون ناقلًا للفيروس.

وهكذا، ومع بدء المواطنين الصينيين استئناف حياتهم، يبدو أن الهواتف المحمولة أصبحت أداة تتبع رئيسية لاحتواء انتشار فيروس كورونا.

ولكن كيف يمكن للتطبيق الحصول على كل هذه البيانات؟ وما مدى الاهتمام بمسألة خصوصية المستخدمين؟ وكيف يعمل؟

قال مستشار لجنة الصحة الوطنية الصينية، لي لانجوان، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الصيني: في عصر البيانات الضخمة والإنترنت، يمكن مراقبة تحركات كل شخص بوضوح.

وأضاف: من خلال الاستفادة الكاملة من هذه التقنيات الجديدة، يجب أن نجد مصدر العدوى ونحتويه.

لا يمكن أن تكون كلمات لي أكثر دقة لشرح ما وراء هذا البرنامج الجديد... ألا وهي "تحديد الناقلين المحتملين لفيروس كورونا".

وبهذه الطريقة يتعرف التطبيق على ما إذا كان مستخدم معين على "اتصال وثيق" مع ناقلٍ للفيروس. وإذا كان كذلك، فمن المحتمل أن ينتقل هذا الشخص من الحصول على رمز أخضر إلى رمز أصفر.

طبقًا لما أوضحته السلطات الصينية، هم أشخاص كانوا قريبين من مرضى فيروس كورونا، الذين زاروا منطقة "ينشط" فيها الفيروس (مثل الطائرات أو القطارات أو الحافلات الناقلة للمصابين)، أو الذين أبلغوا عن أعراض في استمارة التسجيل، من بين أمور أخرى.

وفي حديث مع BBC Mundo، يشرح جو مكفادن، مدير التكنولوجيا للشبكة الاجتماعية الصحية Health Unlocked، أن التطبيق يستخدم خوارزميات التعلم الآلي "لإصدار أحكام حول معدلات الإصابة لمستخدميه".

ويقول: يأخذ بيانات مختلفة، يتم عمل تنبؤات حول خطر العدوى من مناطق مختلفة.

يتم تثبيت البرنامج، الذي طورته حكومة شي جين بينغ، من خلال أداتين محتملتين: WeChat، تطبيق المراسلة الفورية، أو Alipay، منصة الدفع عبر الإنترنت التي تديرها Alibaba.

وبعد استكمال بعض المعلومات الشخصية مثل رقم الهوية الوطنية ورقم الهاتف يجب على المستخدم الإجابة عن مسح صحي سريع (مع أسئلة مثل ما إذا كان قد أصيب بالحمى في الأيام القليلة الماضية).

وعلى الرغم من أنه من الآن فصاعدًا، سيكون "رمز الصحة" أساسيًّا حتى يتمكن مواطنو ووهان من مغادرة المدينة، فإن الآلاف من الصينيين في مدن أخرى بدأوا استخدام التطبيق.

هذا هو الحال في هانغزهو، حيث أصبح البرنامج فعليًّا "جواز سفر الدخول" إلى المطاعم والمحلات التجارية وغيرها من المرافق. ويقوم رجال الأمن بإيقاف العملاء المحتملين ويجب عليهم عرض رمزهم الأخضر. خلاف ذلك، لا يمكنهم الدخول.

وعلى الرغم من حقيقة أن العديد من المواطنين والخبراء يدركون فائدة هذا البرنامج لمواجهة فيروس كورونا، فإن هناك من يتخوفون من أن الحزب الشيوعي الصيني يستغل الأزمة الصحية لتوسيع نظام المراقبة الخاص به.

بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الشبكات الاجتماعية، شكك العديد من المستخدمين الصينيين في الطريقة التي يقرر بها التطبيق لون رمز الصحة لأن نظام الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا عن الخط ويمكنه إعطاء نتائج إيجابية خاطئة وسلبية خاطئة.

ويضيف: حتى لو كانت الدقة بنسبة 99%، فإن النسبة المتبقية وهي 1% في الصين تعني أن الكثير من الناس سيحصل على نتائج سيئة.

الى ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية امس، انها ستلزم الأشخاص الذين ينتهكون قواعد العزل الذاتي بارتداء أساور إلكترونية بهدف احتواء تفشي فيروس "كورونا" بشكل أفضل.

وأعلن رئيس الوزراء تشونغ سي كيون أن بلاده ستلزم منتهكي قواعد العزل الذاتي بارتداء أساور إلكترونية نظرا لأن عدد حالات الأشخاص الذين ينتهكون قواعد الحظر الذاتي في الأسابيع الأخيرة قد أثار القلق.

وقال تشونغ خلال اجتماع بمقر اللجنة المركزية لإجراءات مواجهة الكوارث والأمن في سيول "بعد دراسة عميقة، قررت الحكومة وضع أساور إلكترونية في أيدي الأشخاص الذين ينتهكون قواعد العزل الذاتي، مثل الخروج بدون إخطار وعدم الرد على الاتصالات الهاتفية".

وتابع: لقد استمعنا إلى خبراء في مجال الحجر الصحي وقمنا بجمع آراء من مجتمعات مختلفة.

وفي دراسة أجريت مؤخرا بمشاركة ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، بتكليف من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة، أيد 80.2% من الأشخاص فكرة استخدام الأساور الإلكترونية لتعقب أولئك الذين يخضعون للحجر الصحي الذاتي.

وسجّلت كوريا الجنوبية امس، 30 إصابة جديدة ليرتفع إلى 10480 والوفيات إلى 211.

وفي واشنطن قال أنتوني فوتشي، العضو البارز في خلية البيت الابيض لمكافحة "كورونا" إنه من المحتمل جداً أن يحمل الأميركيون في المستقبل وثائق لإثبات أنهم محصنون أو غير مصابين بكورونا. وقال فوتشي، إن مثل هذا النظام هو أحد الخيارات العديدة التي يناقشونها.

back to top