«كورونا» يلوّث لمسافة تصل إلى 4 أمتار

«كوفيد-19» قد يهاجم المخ ويسبب تلفاً عصبياً

نشر في 12-04-2020
آخر تحديث 12-04-2020 | 00:07
No Image Caption
أظهرت دراسة أجريت في مستشفى ميداني في ووهان، ونشرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن فيروس كورونا يلوث الأسطح والهواء في محيط المرضى لمسافة قد تصل إلى 4 أمتار.

إلا أن الدراسة التي نشرتها مجلة "إميرجينغ إنفكشيوس ديزيزيز" التابعة لهذه المراكز، محدودة، لأنها تؤكد أن الفحص المستخدم يسمح برصد وجود الفيروس وليس كمية الشحنة الفيروسية القابلة للبقاء.

بعبارة أخرى، لكون الفيروس الذي ينتقل في الجو من خلال عطاس المرضى أو تنفسهم، قادرا على الانتقال مسافة قد تصل إلى 4 أمتار، لا يعني أن هذه الجزيئات ستكون بكميات كافية لإصابة آخرين.

وأخذ الباحثون الصينيون عينات في قسم الإنعاش (15 مريضا) في مستشفى هوشينشان في ووهان في 19 فبراير والثاني من مارس، ومن قسم العناية العادية الذي يضم مرضى أقل خطورة (24 منهم).

وقد بنى هذا المستشفى جيش حقيقي من العمال في غضون 10 أيام، مع بدء انتشار الوباء في المدينة الصينية.

وأخذت العينات من الأرض، وفأرة الحواسيب وسلال المهملات، وحواجز الأسرة، ومعدات حماية الطواقم الطبية، وفتحات التهوية، ومن هواء الغرف في أماكن عدة.

وكتب الباحثون في دراستهم أن الفيروس "كان منتشرا بشكل واسع في الجو وعلى أسطح المعدات في قسم الإنعاش، وقسم العناية العادية، ما يشكل خطرا محتملا مرتفعا لإصابة الطواقم الطبية والأشخاص الذين يكونون على تماس قريب".

وكانت أكثر المناطق تلوثا تلك الواقعة قرب المرضى في قسم العناية المركزة. أما أكثر القطع تلوثا فهي فأرة الحاسوب، تليها سلال المهملات والأسرة وقبضات الأبواب.

وحملت نصف نعول أحذية الطوقم الطبية آثار الفيروس. وأوصى الباحثون "بقوة بتطهير نعول الأحذية قبل الخروج من أقسام يعالج فيها مرضى كوفيد-19".

ونصح هؤلاء أيضا بتعقيم كل الأقنعة بعد استخدامها قبل رميها.

ورصد الفيروس في الجو كذلك. وفي أغلب الأحيان قرب سرير المريض أكثر منه قرب محطات عمل الأطباء.

وعثر الباحثون على أثر فيروس مرة على بعد 4 امتار من المريض، ما دفعهم إلى الكتابة أن "المسافة القصوى لانتشار رذاذ الفيروس قد تكون أربعة أمتار".

وعثر على أثر للفيروس في فتحة التهوية من حيث يخرج هواء الغرف.

ونظرا إلى التلوث الكبير لمحيط المرضى، رأى الباحثون أن "الحجر المنزلي للأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بكوفيد-19 قد لا يكون الاستراتجية الفعالة للسيطرة" على هذا المرض.

إلا أن الإنسان يصدر رذاذا مجهريا عندما يتكلم ويتنفس، ويشكل وجود الفيروس بكميات كافية في هذا الرذاذ محور نقاش علمي مكثف.

وأوصت الولايات المتحدة في إجراء احترازي بوضع قناع لتجنب أن ينقل أشخاص يحملون الفيروس من دون ظهور أعراض عليهم، المرض إلى أشخاص آخرين خلال كلامهم أو تنفسهم.

الى ذلك، كشفت دراسة أجراها علماء صينيون على مرضى في مدينة ووهان أن أعراض الإصابة بكورونا قد تشمل أعراضاً عصبية.

وذكر العلماء في دورية "جاما نيورولوجي" أن نحو ثلث المرضى الذين خضعوا للفحص، ظهرت عليهم أعراض تدل على أن الفيروس سبب ضررا في الجهاز العصبي، وكان أكثرها شيوعا الشعور بالدوار والصداع واضطرابات في حاستي الشم والتذوق.

ومن المعروف أن الإصابة بأمراض مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، قد تسبب تلفا في الجهاز العصبي. وأثبت دراسات سريرية في كلا العدويين أن الفيروس يتسلل عبر الأعصاب الشمية في تجويف الأنف إلى المخ.

ويدور النقاش في حالة مرض "كوفيد 19" حاليا حول ما إذا كان توقف التنفس، على سبيل المثال، قد يحدث نتيجة تلفيات عصبية عبر التهاب جذع الدماغ، مثلاً، حيث مقر التحكم في نظام الدورة الدموية والجهاز التنفسي.

back to top