نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن يعزز انفراده بثقة الديمقراطيين... والتحرّش يلاحقه

ترامب يتفاخر بعدد متابعي لقاءاته الإعلامية... وبوتين لتجاوز الخلافات والانخراط في حوار بنّاء

نشر في 13-04-2020
آخر تحديث 13-04-2020 | 00:05
ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض	(رويترز)
ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض (رويترز)
رغم انسحاب منافسه الرئيسي من الترشّح عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة السيناتور بيرني ساندرز، عزّز نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن انفراده بمواجهة الرئيس دونالد ترامب، الذي وصل إلى السلطة قبل أكثر من 3 سنوات بدون أن يكون شغل أي منصب منتخب.
أعلن الحزب الديمقراطي فوز المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن في انتخاباته التمهيدية بولاية ألاسكا الأميركية، مساء أمس الأول، بعد تصويت بالبريد الإلكتروني أرسلت بطاقات الاقتراع فيه قبل انسحاب خصمه بيرني ساندرز من السباق للفوز بترشيح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي.

وأوضح الحزب، في تغريدة على «تويتر»، أن نائب الرئيس السابق باراك أوباما فاز بفارق كبير على منافسه في الاقتراع في ألاسكا، حيث حصل على تأييد 55.3 بالمئة من المقترعين و9 من المندوبين الـ 15 في هذه الولاية. أما السيناتور المستقل بيرني ساندرز، فقد حصل على 44.7 بالمئة من الأصوات و8 مندوبين.

ومع نجاح السياسي المخضرم على الساحة السياسية الأميركية في الوصول إلى تمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر، أفادت وسائل إعلام بأن بايدن يواجه اتهامات جنائية بالتحرش الجنسي بموظفة سابقة في مكتبه.

ووفق مجلة «نيوزويك» وموقع Business Insider، فإن المدعية تارا ريد، أبلغت شرطة واشنطن بحادث مزعوم وقع في عام 1993 عندما كانت تعمل في مكتب بايدن بمجلس الشيوخ، مؤكدة أن الرجل المعروف بابتسامته العريضة وزلات لسانه ونسيانه المتكرر لأحداث وأسماء، «اعتدى عليها جنسيا في أحد ممرات مبنى الكونغرس».

وقدمت ريد أول شكوى ضد بايدن الشهر الماضي. وفي تغريدة، شكرت من ساعدوها في الدعوى، خاصة «الشخصيات البارزة»، مثل سوزان ساراندون، وجون كوزاك، وروز ماكجوان، مؤكدة أن قانون التقادم حول الدعاوى ضد بايدن قد مرّ.

اعتداء مباشر

وسبق أن كشفت ريد عن الحادث في مقابلة إعلامية أواخر الشهر الماضي، وأصدر فريق بايدن حينئذ بياناً رفض فيه هذه الادعاءات إطلاقا، واصفا إياها بالملفقة.

وقالت نائبة مدير الحملة ومدير الاتصالات، كيت بيدينغفيلد: «للنساء الحق في رواية قصتهن، وعلى الصحافيين الالتزام بفحص دقيق لتلك الادعاءات»، مضيفة: «نحن نشجعهن على القيام بذلك، لأن هذه الاتهامات باطلة».

وعندما أطلق نائب الرئيس السابق حملة للترشح لانتخابات الرئاسة، اتهمت عدة نساء بايدن بالتحرش الجنسي بهنّ، لكن ريد هي الوحيدة التي ادّعت أنها تعرضت للاعتداء الجنسي المباشر على يديه.

وسيتعين على الرجل السبعيني الإجابة عن التساؤلات حول سلوكه مع النساء، إذ سبق أن عبّر عن «أسفه لتماديه» مع نساء أقلقهن تودده لهن، كما دافع بشدة عن قربه من الناخبين. وسيتعين عليه في الأشهر المقبلة التركيز على قدراته التنافسية، بعدما درج ترامب على وصفه بـ «جو النعسان»، ويمكنه الاستفادة من صورته الراسخة بشكل ثابت، وتظهر في استطلاعات الرأي كرجل «جدير بالثقة».

ترامب والإعلام

من جهة أخرى، يبدو أن ترامب يعتبر اللقاءات مع رجال الإعلام للحديث عن آخر مستجدات جائحة كورونا المتنفس الرئيسي خلال اليوم، في ظل القيود التي تفرض عليه ملازمة البيت الأبيض.

فالظهور في اللقاءات الصحافية التي تنقلها شاشات التلفزيون يذكّر الأميركيين بأنه لا يزال يقود إدارة أخطر أزمة تواجهها الولايات المتحدة، كما أن معدلات المشاهدة جيدة.

لكن بعض المستشارين يفضّلون عدم الإفراط في الظهور، ويقولون إن ذلك النهج له نتائج أفضل. وقد أوصوا بشكل غير علني بألّا يقضي ترامب وقتاً طويلاً في تلك اللقاءات الإعلامية، كي لا ينصرف انتباهه عن التحدي الذي يواجهه ولتجنب الدخول في جدل ومشاكسات مع الصحافيين.

وقال مصدر مطلع «تم اقتراح الأمر بضع مرات، لكنه يعتقد أن الأمر رائع مع كل معدلات المشاهدة المرتفعة تلك».

وبعد ارتفاع مبدئي في معدلات التأييد لترامب أظهرته استطلاعات الرأي عن تعامله مع الأزمة استقرت تلك المعدلات، في تحوّل عن الارتفاع المعتاد لتأييد الأميركيين لرئيسهم خلال أزمة وطنية، مثل ارتفاع معدل التأييد لجورج دبليو بوش بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001.

وفي ضربة أخرى، بدا أن التأييد لترامب يتراجع مقابل منافسه بايدن في أغلب استطلاعات الرأي على المستوى الوطني في الآونة الأخيرة، على الرغم من أن بايدن لم يعد يظهر سوى عبر الفيديو من حجرة في منزله، بسبب عدم قدرته على إقامة تجمعات انتخابية في ظل قيود «كورونا».

وتسبب كل ذلك في إثارة قلق مستشاري الرئيس داخل وخارج البيت الأبيض. وبينما يتفاخر ترامب أعداد كبيرة تتابع اللقاءات الإعلامية، يشعر بعض مستشاريه أنه سيظهر مسيطراً على الأمور بشكل أفضل إذا أدلى ببعض التصريحات الافتتاحية فقط، وترك المجال بعد ذلك لفريق العمل المختص بالأزمة ليقدّم التفاصيل.

حوار روسي

من جهة ثانية، اعتبر المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب يستطيعان التغلب على الخلافات بين بلديهما، والدخول في حوار بناء عند الضرورة.

وقال بيسكوف، للقناة الأولى الروسية أمس الأول، إن «الرئيسين قادران في الأوقات المناسبة، على صرف النظر عن الخلافات الاستراتيجية القائمة وإجراء حوار بناء للغاية من الناحية التكتيكية»، مضيفاً: «هما يفهمان بعضهما تماما، ويدركان حقيقة أنه لا بديل عن الخطوات والتفاهمات المشتركة، والدليل على ذلك آخر مكالمتين هاتفيتين بين الرئيسين، حيث تجلّى هذا التفاهم بين الطرفين».

وأكد بيسكوف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال متوترة بسبب تمسّك واشنطن بالصور النمطية القديمة عن روسيا. وقال: «لا نتحدث هنا عن حدوث أي دفء في العلاقات الثنائية، وحتى الاتصالات الهاتفية المتكررة بين الرئيسين لا تعني أننا تشهد تغيرات في رؤى واشنطن على المستوى العملي، خاصة من وجهة نظرنا».

وشدد بيسكوف على أن هاجس رهاب الروس لا يزال موقفا مهيمنا في واشنطن حتى الآن، وتابع: «لا يزال رهاب الروس سيد الموقف، وبات يعد شيئا ضروريا بالنسبة للموظفين الحكوميين والسياسيين في الولايات المتحدة كالزي العسكري في الجيش».

قلق داخل البيت الأبيض وخارجه من تراجع التأييد في أغلب استطلاعات الرأي
back to top