بعد تكرار الواقعة في عدة مناطق، وآخرها وقوع أحداث شغب ومناوشات بين أهالي قرية في محافظة الدقهلية، رفضوا دفن جثمان طبيبة توفيت جراء الإصابة بفيروس كورونا، وقوات الأمن، سلطت وسائل الإعلام المصرية الضوء على الحادث الذي تسبب في صدمة بالشارع المصري، واستضافت عدة خبراء أكدوا عدم انتقال المرض من الجثث بعد دفنها، لاسيما أنها تخضع قبل دفنها لإجراءات صحية تحت إشراف طواقم الطب الوقائي.

وتزامن التطمين مع استنكار الهيئات الدينية في مصر واقعة قرية شبرا البهو بالدقهلية، التي وقعت أمس الأول، وغيرها من حوادث التنمر بمرضى "كورونا" والطواقم الطبية المتعاملة معهم.

Ad

وقال فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشأن أحداث "واقعة الدفن"، "المشهد المتداول لرفض دفن طبيبة توفيت جراء الإصابة بالفيروس بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، فمن الخطورة بمكان أن تضيع الإنسانية وتطغى الأنانية، فيجوع المرء وجاره شبعان، ويموت ولا يجد من يدفنه".

وأضاف د. الطيب: "إنسانيتنا توجب على الجميع الالتزام بالتضامن الإنساني، برفع الوصمة عن المرض وكفالة المتضررين وإكرام من ماتوا بسرعة دفنهم والدعاء لهم".

ورفض مقدم برنامج "الحكاية"، المذاع على فضائية "ام بي سي"، عمرو أديب، بشدة دعوات البعض إلى تخصيص مدافن جماعية لضحايا الفيروس، والتي تأتي في وقت يتخوف سكان القرى، وخاصة عمال اليومية، من انتقال العدوى لهم ووقوعهم تحت طائلة الحجر الجماعي الذي تفرضه السلطات على بعض المناطق.

في السياق، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 23 شخصا منعوا دفن الطبيبة في قرية شبرا البهو. وقالت الوزارة، في بيان، إنها ستتصدى بـ"كل حزم وحسم لأي محاولات لإثارة الشغب أو الخروج عن القانون أو عرقلة إجراءات دفن المتوفين من ضحايا كورونا".

وذكر بيان للنيابة العامة أن النائب العام أمر بالتحقيق في الواقعة التي أثارت موجة استياء كبيرة على مواقع التواصل. وقررت محافظة الدقهلية إطلاق اسم الطبيبة على مدرسة في قريتها، تقديرا لها.

وأعلنت وزارة الصحة أمس الأول تسجيل 145 حالة إصابة جديدة بالفيروس، ووفاة 11 حالة، ليرتفع إجمالي العدد الذي تم تسجيله إلى 1939، منهم 426 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و146 وفاة.