لكيلا يصبحوا قنابل بيولوجية موقوتة!
![د. عبدالحميد الأنصاري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928789945225900/1555928807000/1280x960.jpg)
الكويت أعلنت عزلاً كلياً لمنطقتي "جليب الشيوخ" و"المهبولة" وسلطنة عمان أغلقت "محافظة مسقط" كما سبقت لقطر أن عزلت "المنطقة الصناعية" في أول إصابة، مع توفير الرعاية الصحية والطعام، لكني أتصور أن هذه الجهود، على أهميتها غير كافية، لأنها مقتصرة على مناطق الإصابات، ماذا عن المناطق المكتظة الأخرى، التي لم تصلها العدوى، بعد؟ ماذا عن الظروف المعيشية الصعبة لقاطنيها، ممن لا موارد لهم؟!كيف نعمل على حمايتهم من العدوى ونؤمن لهم العيش بسلام، خلال هذه المرحلة؟ علينا التفكير في الأساليب المناسبة للوقاية ومد يد العون، فهما أقل كلفة بكثير من العلاج، والتداعيات الصحية والأمنية الخطرة... أتصور أننا بحاجة إلى "غرفة عمليات" كفؤة، خاصة بهذا التحدي الكبير، تخاطبهم بلغاتهم التي يفهمونها. على حكوماتنا من منطلق مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والحقوقية المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لنجدة هؤلاء المقيمين بيننا، في قلب عواصمنا، قبل فوات الأوان، إنهم اليوم بأمس الحاجة إلى يد العون، وإلى نظرة مرحمة منا جميعاً حكومات ومجتمعات، هذه مسؤولياتنا جميعاً، مسؤولية أغنيائنا وجمعياتنا الخيرية والمدنية وشركاتنا والكفلاء. أيها المسلمون، أيها الخليجيون: هذا شهر رمضان الكريم مقبل، شهر العطاء والرحمة والغفران، هذا شهركم لتكونوا نموذجاً لإعلاء قيم الدين والإنسانية والأخلاق، وهؤلاء أولى بعونكم بصدقاتكم وزكواتكم وبركم، وعلى دعاتنا حث الميسورين توجيه مساعداتهم في هذه الظروف إليهم بدلاً من الخارج، فالمقيمون المحتاجون أولى بالمعروف.آلاف الوافدين المخالفين والفارين والذين انتهت إقاماتهم، ومن لا عمل لهم والمتسولين، وممن انقطعت بهم السبل، ومن البؤساء الذين استغلهم وسرحهم تجار الإقامات، أهيب بهؤلاء التجار، فهذا يومهم ليكفروا عن بعض ما اقترفوا؟ على حكوماتنا عدم احتجاز هؤلاء في معسكرات مزدحمة، وحمامات مشتركة، خشية تفشي الوباء بينهم، وقد طالبت "منظمة هيومن رايتس ووتش" حكوماتنا، بإيجاد بدائل عن "الاحتجاز القسري"، علينا إعفاءهم من الغرامات وإعانتهم بالمساعدات، ومنحهم تذكرة مجانية إلى بلدانهم، كما فعلت الكويت من منطلق إنساني، فالمرحلة تتطلب تكاتف الجميع والمسؤولية مشتركة. اللهم لا أحد غيرك قادر على رفع هذه الجائحة لهذا العدو الذي لا يرى ولا يرحم.* كاتب قطري