المغني الأيرلندي بوب غيلدوف نذر نفسه للعمل الخيري حول العالم
سجل المغني غيلدوف اسمه من ذهب بين الكبار، لاسيما انه نذر نفسه للعمل الخيري الذي يساعد الكثيرين حول العالم، حيث قدم أغاني لا تنسى منها «رات تراب»، أو فخ الفأر، والتي كانت على رأس قائمة الأغاني الشهيرة للفريق عام 1978، فموضوعها لايزال حيّا وفقا لما يقوله، وهو يغنيها حاليا للصغار الذين يكدحون في مخازن شركة أمازون، أو يكافحون في الاقتصاد الذي يقوم على عقود وظيفية مؤقتة.
مرة واحدة فقط أثناء مقابلة صحافية مؤخرا داخل فندق فاخر في العاصمة الألمانية برلين، يأتي ذكر لقب «القديس بوب»، وهو الاسم الذي يصف به ملايين المعجبين في مختلف أنحاء العالم الموسيقي والمغني الأيرلندي بوب غيلدوف.ومع ذلك فإن هذا الوصف مازال ملتصقا بغيلدوف عندما تحدث عن شهرته المستمرة رغم مرور الزمن، كرمز ملهم لفعل الخير، وعلى العموم فقد قطع شوطا طويلا في إقامة حفلات غنائية خيرية في عدة دول لمصلحة الفقراء، بدأها بحفلات تسمى «المعونة على الهواء مباشرة» في عام 1985، ثم سلسلة حفلات أطلق عليها «لايف 8» عام 2005 أقيمت في جنوب افريقيا ومجموعة الدول الاقتصادية الكبرى، بهدف جمع الأموال لمساعدة الفقراء في الدول النامية.ويشعر غيلدوف حاليا بالسعادة للعودة للقيام بدوره القديم كمغن رئيسي لفريق «ذي بوومتاون راتس» الغنائي الأيرلندي لموسيقى الروك الذي تأسس في دبلن عام 1975، ويعني اسمه حرفيا «بلدة الفئران»، وهو فريق كان يوصف بالغرور والتمرد، ويعد من رواد موسيقى «بانك روك»، وهو نوع من الموسيقى ذاع صيته في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وأصدر الفريق مؤخرا أول ألبوم له مسجل بالأستوديو منذ 36 عاما بعنوان «سيتيزنز أوف بوومتاون»، بالاضافة الى اغنية «رات تراب».
وبخلاف الألبومات الغنائية الأخرى التي تم من خلالها لم شمل أعضاء الفريق، والتي صدرت نتيجة احتياجات مالية بأكثر من أنها تنبع من دوافع فنية، فإن هذا الألبوم الجديد الذي شارك فيه أربعة أعضاء من الفريق الغنائي الأصلي، ينم عن ذوق موسيقي أصيل.وبعض أغاني الألبوم العشر تذكرنا بشكل مدهش بأفضل المراحل الغنائية التي قطعها الفريق، ويجب الإشادة بالفريق الذي دشن موسيقى البنك في أيرلندا مثلما فعل فريق ذي سيكس بيستولز في بريطانيا.ومن الواضح أنه يمتلأ زهوا وهو يحكي كيف كان لم الشمل غير المتوقع للفريق الغنائي، لإقامة بضع حفلات منذ سبع سنوات قد أدى إلى إصدار ألبوم كامل.وفِي عام 2013 عندما كان غيلدوف يمارس أداءه الغنائي بمفرده «سولو»، قال إن زملاءه السابقين في الفريق اتصلوا به، «وبدأنا نعزف في غرفة الجلوس بمنزلي مثلما كنّا نفعل عندما كنّا صغارا، وبمجرد بدء عمل الفريق كانت النتيجة رائعة، ولَم أكن أدرك أننا أقوياء وأننا كنّا فريقا رائعا». وأوضح غيلدوف أنه لم يكن مهتما بإحياء الأغاني القديمة للفريق، غير أنه بعد العزف والغناء مع باقي أعضاء الفريق أدرك أن أداء هذه الأغاني لم يجعله يشعر بالحنين للماضي، ولكن بالغضب الكامن في معانيها.ويقول غيلدوف إنه عندما يشدو بأغنية «لا أحب أيام الاثنين» التي حققت نجاحا مدويا عام 1979، والتي تدور حول إطلاق الرصاص على التلاميذ بالمدارس، تنجذب أفكاره نحو أحدث العمليات المماثلة التي وقعت. أما أغنية «جمهورية الموز» الشهيرة لعام 1980 والتي كتبت أصلا عن الجمهورية الأيرلندية فهي مهداة حاليا إلى الولايات المتحدة الأميركية وتراجعها إلى مرحلة الطفولة.