تحدث الروائي عبدالوهاب الحمادي عن روايته الثالثة "ولا غالب"، التي صدرت مؤخرا عن المركز الثقافي العربي- بيروت، وحققت أصداء مشجعة من القراء رغم مصاعب التوزيع بسبب "كورونا".

وقال الحمادي إن سبب اختياره لغرناطة والأندلس بشكل عام هو لأنها الفكرة الرومانسية في العقلية العربية الإسلامية، رغم أن التاريخ الإسلامي يمتد من حدود الصين إلى إسبانيا تقريبا، لكن الفكرة الرومانسية التي تكونت في المخيلة العربية والإسلامية عبر القرون كلها احتلت الأندلس فيها مخيالا مثّل الحياة السعيدة والفردوس المفقود.

Ad

وأوضح أنه أحب أن يعرض المفارقة بشكل أو بآخر عبر تسييرها بخط متواز مع زماننا الحالي. وعن ناحية اختيار الغلاف، ذكر الحمادي أن هناك لوحات مشهورة لأبي عبدالله الصغير، وأنه كان بين خيارين، ولكنه اختار في النهاية هذه اللوحة التي تختزل أكثر من معنى أحدها، أنها، حسب وصفه، تمثله أو تمثل القارئ عندما ينظر للتاريخ وراءه والزمن مثل الحصان يتقدم للأمام، وضمنهما في الرواية.

وأكد أن تجربة "ولا غالب" كانت من أصعب التجارب الكتابية التي خاضها، مشيرا أن التعديل والإضافة والتحرير أخذت منه وقتا كبيرا، وأعاد لاحقا صياغة الرواية بطريقة مختلفة، حتى بدت أنها تكتب نفسها بنفسها حسب رأي القراء. أما من ناحية البحث التاريخي فقد رجع إلى عدة مراجع، منها "موسوعة تاريخ الإسلام في الأندلس" لمحمد عبدالله عنان، وقرأ الأجزاء الخاصة بالسقوط.

وكشف انه حاول الاشتغال على اللغة لتمييز الشخصيات والعصور المختلفة، لذلك جاءت لغة "ولا غالب" متنوعة، كما حاول في الرواية أن يعرض للقراء تعدد الآراء من خلال شخصيات الرواية، ليجعلهم مشاركين في صناعة الحدث عبر التوقع واستخدام الخيال.

وعما يفعل في فترة الحظر الجزئي، ذكر الحمادي أنه يستغل الوقت في استعادة قراءة كلاسيكيات الأدب العالمي، إذ بدأ قراءة رواية "الحرب والسلم" مرة ثانية، وأتبعها بـ"موبي دك"، وعلق قائلا "في بداية الحظر كان التوتر سائدا، لكن استطعت تجاوزه بالقراءة التي باتت هروبا لذيذا"، أما من ناحية مشاريعه الأدبية، فبين أن لديه حتى الآن ثلاثة مشاريع لروايات شبه مكتملة لكنها تحتاج لاشتغال.

وعن رأيه في الأدب الروائي الكويتي المعاصر، قال: "إنه يمر بأفضل فتراته على الإطلاق على صعيد المواضيع المنتقاة من أبناء جيله، واشتغالهم فنيا عليها".