كلمة والثانية... يطلع لنا محلل اقتصادي من إياهم ويحذرنا من نفاد الخزينة العامة للدولة...

حتى بعض الملاقيف في مجلس الأمة يصرحون بأن الرواتب قد تتوقف خلال شهور...

Ad

طبعاً كلنا ندري منذ الخمسينيات من القرن الماضي أننا عايشين على برميل نفط، إذا ارتفع سعره انتشت الحكومة مثل العروس، وبدت تفسفس الأموال على مشاريع لا تدرّ مالاً، وعلى مناقصات معظمها مع الأسف تنفيعية!

لا ديوان المحاسبة ولا رقابة مجلس الأمة ولا "نزاهة" ولا جمعيات النفع العام استطاعت أن توقف هذا الهدر، أو الحد من الفساد... وكل الكلام اللي يدور عبارة عن "تيش بريش"!

ما دام الوضع حرجاً كما يدّعون، فلماذا الصمت عندما نتساءل كمواطنين: شكثر بالضبط عندنا فلوس استثمارات وممتلكات؟!

ولا مرة أتتنا إجابة... والإجابات المبهمة عن الاحتياطي وصندوق الأجيال القادمة واستثماراتنا وغيرها من الأموال، تأتي الإجابة بالقطارة ويغطونها بعبارات تتلامع مثل "السيلفر فويل" اللي يغلفون فيه الأكل، يعني يتلامع وبس!!

ويستمر مسلسل التهديد بأن الشركات والمجلات المتخصصة بالتصنيف المالي تُحذّر الكويت من هبوط المؤشر، أي مؤشر؟ ما ندري! كل أسبوع يتغير، وفيه أحرف مثل AAB أو AAA وغيرها...

ما معناه الله وكيلك إن ما سكتوا نورّيكم، علماً بأننا كمواطنين ساكتين، فليش التهديد بوقف صرف الرواتب؟! يعني المسألة رادّة على الرواتب فقط، الرواتب حتماً تشكل جزءاً كبيراً من الميزانية، أي الباب الأول من الميزانية، ولكن العجز ليس بسبب الرواتب فقط، بل بسبب مشاريع غير مدرّة للمال هم خلقوها وهم درسوها وهم من وافق عليها، ومعظمها تبدو تنفيعاً في تنفيع!