«كورونا» فضح فسادهم
الوطن أمام فرصة حقيقية قد لا تتكرر لتسوية وضع الانحراف العام في أداء مؤسسات البلد وغياب الخطط التنموية الجادة، ومحاربة كل أوجه الفساد التي خلفتها الحكومات السابقة، فإذا لم نستوعب هذا الأمر ونعدل مسار البلاد مجتمعين حكومة ومجلساً وشعباً، فمتى تصيبنا الصحوة ونعيد الكويت إلى مسارها المستحق إذاً؟
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
ماذا كنتم تفعلون في السنوات الماضية؟ يجب أن يوجه هذا السؤال لكل وزراء وقياديي الداخلية والشؤون بالدرجة الأولى ولمسؤولي البلدية من بعد التحرير إلى يومنا هذا، حيث تنامت هذه الظاهرة الخبيثة وتفشت في البلد فصار لها منظمون داخل الكويت وخارجها، ووكالات وأدوات للدفع وفتوات للحماية حتى باغتتنا أزمة كورونا لنجد أن المصيبة ليست أمامنا بالفيروس، إنما خلفنا في أقاليم جليب الشيوخ والمهبولة والحساوي والفروانية التي قامت على أنقاض الخيانة للأمانة والرشا وتجارة الإقامات.ليست الحكومات السابقة وحدها شريكة في هذا الضياع، إنما حتى مجالس الأمة المتعاقبة التي عجزت عن مواجهة هذا الأمر سواء بتشريع قوانين منظمة للتركيبة السكانية أو محاسبة الوزراء المعنيين بهذه الجريمة المفضوحة، أو حتى أضعف الإيمان بعقد جلسة خاصة لمناقشة الموضوع، لكنهم أفشلوها ولم يعقدوها كما حصل في المجلس الحالي عندما فشل في إكمال النصاب لعقد جلسة خاصة لمناقشة التركيبة السكانية، وغاب أكثر من ٢٠ عضواً في يوم ٢ فبراير ٢٠١٧، فماذا سيقول لهم الشعب اليوم؟إن الكويت اليوم أمام مفترق طرق بعد أزمة كورونا وأزمة انخفاض أسعار النفط وأن الوطن أمام فرصة حقيقية قد لا تتكرر لتسوية وضع الانحراف العام في أداء مؤسسات البلد وغياب الخطط التنموية الجادة، ومحاربة كل أوجه الفساد التي خلفتها الحكومات السابقة، فإذا لم نستوعب هذا الأمر ونعدل مسار البلاد مجتمعين حكومة ومجلساً وشعباً، فمتى تصيبنا الصحوة ونعيد الكويت إلى مسارها المستحق إذاً؟ والله الموفق.