استقالة وزير الداخلية التركي المرفوضة تهزّ إردوغان وتكشف صراعات حوله

نشر في 14-04-2020
آخر تحديث 14-04-2020 | 00:02
القوات التركية على طريق M4 الرابط بين محافظتي حلب واللاذقية شمال سورية أمس (أ ف ب)
القوات التركية على طريق M4 الرابط بين محافظتي حلب واللاذقية شمال سورية أمس (أ ف ب)
في تطور غير متوقع، ألقت استقالة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو المفاجئة والمرفوضة الضوء على جانب من الصراعات الداخلية في محيط الرئيس رجب طيب إردوغان.

وأرجع مراقبون قصة الاستقالة، التي رفض إردوغان قبولها، إلى خصومة قوية تفرق بين صويلو ووزير المالية النافذ وصهر الرئيس التركي براءت ألبيرق، بحسب وكالة "فرانس برس".

ونقلت صحيفة "الزمان" المعارضة عن المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع "خبردار" سعيد صفا قوله إن استقالة صويلو وعودته مرة أخرى، "من تجليات الصراع بين مجموعة البجع / باليكان التابعة لصهر إردوغان، ووزير الداخلية الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل من حزب الحركة القومية وتنظيم أرجنكون/ الدولة العميقة، حليفي إردوغان".

وأعلنت الرئاسة التركية رفضها استقالة صويلو، مشيرة في بيان لها إلى أنه "يحظى بتقدير كبير من الشعب منذ تسلمه منصبه بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016"، وأنه "لعب دورا كبيرا في تراجع نشاط المنظمات الإرهابية".

ولفت البيان إلى "قدرة الوزير على إدارة وتنسيق الأعمال الإغاثية من الميدان بعد وقوع الكوارث والزلازل" وخص بالذكر "أهمية الإجراءات المتخذة من قبل الوزير منذ أكثر من شهر لمواجهة فيروس كورونا".

وجاءت استقالة صويلو إثر انتقادات واسعة تعرض لها على خلفية قراره بإعلان حظر التجوال يومي السبت والأحد قبل ساعتين فقط من بدء سريانه، ما أحدث حالة من الارتباك في الشارع التركي، حيث احتشد المواطنون أمام المتاجر للتزود بالحاجات، دون أخذ تدابير التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار.

وعلى اثر ذلك، أعلن صويلو استقالته، متسبباً بهزّة في الساحة السياسية بينما تحمل "المسؤولية كاملةً عن تطبيق هذا الإجراء". لكن بعد ساعات، أكد الرئيس التركي، في تطور غير متوقع، رفضه الاستقالة.

وفي حين أكد رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو أنه لم يبلغ مسبقاً بهذا القرار، قال صويلو عقب انتشار مشاهد الفوضى مساء الجمعة، إن تطبيق العزل جاء في إطار "توجيهات رئيسنا"، لكن التدبير الذي انتهى فرضه منتصف ليل الأحد احترم بشكل عام رغم الهلع الأولي الذي ساد.

وحلّ سكون غير مألوف على مدينة إسطنبول التي يبلغ عدد قاطنيها 16 مليون نسمة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفرض العزل عقب تسارع انتشار الوباء في تركيا في الأيام الأخيرة.

ودافع صويلو في بيان استقالته عن الحجر "الذي اتُخذ بحسن نية، بهدف إبطاء انتشار الوباء قدر الإمكان خلال نهاية الأسبوع". وأسف لأن "المشاهد التي انتشرت لم تكن خير تعبير عن الإدارة التي لم تشبها شائبة للوباء".

وأعرب صويلو عن شعوره بالتواضع إزاء دعم الشعب التركي له. وكتب على موقع تويتر: "أشعر بالتواضع إزاء موقف شعبنا ورئيسنا حيال استقالتي".

واعتبر أن رفض الاستقالة "فرصة ثانية لإصلاح خطئه" كما أنه "يضاعف المسؤولية"، متعهدا بالاستمرار في خدمة البلاد، وفقا لما نقلته عنه صحيفة "ديلي صباح" التركية.

back to top