في وقت تسعى الولايات المتحدة لاحتواء شبكة النفوذ التي تبنيها إيران عبر وكلاء مسلحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي رضا رشيديان التخطيط لاستئناف زيارة العتبات المقدسة في العراق وسورية مع مراعاة الشروط الصحية.

وبعد توقف لنحو شهرين قال رشيديان في تصريحات أمس: «لقد قمنا بإعداد بروتوكولات حول إيفاد الزوار إلى العتبات في العراق وسورية وقدمناها لهما، لنشهد إن شاء الله تعالى استئناف السفر المتبادل بين إيران وهذين البلدين في ظل التنسيق والتعاطي والتزام شروط الصحة والسلامة وتحسن الظروف الناجمة عن تفشي فيروس كورونا».

Ad

من جانب آخر، أشار رشيديان إلى أن الوفد الإيراني الموفد إلى السعودية للتباحث مع مسؤوليها حول موسم الحج المقبل عاد إلى طهران، الأحد الماضي. وأوضح أن الوفد ظل في الرياض عدة أسابيع لعدم تمكنه من العودة نظراً لإلغاء الرحلات الجوية بسبب الوباء العالمي.

في هذه الأثناء، رأى القائد العام لـ«الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي أن الشعب الإيراني يواجه «فيروسات الحظر والحرب النفسية والتهديد بالهجوم العسكري» إضافة إلى «كورونا».

وقال سلامي خلال اجتماع لإعلان تأسيس مقر باسم «الإمام الحسن المجتبى» للبرمجة والتخطيط لدعم المعوزين والفقراء: «رغم أن كورونا اجتاح دول العالم كلها تقريباً إلا أنه في بلادنا يواجه الشعب الإيراني فضلا عن هذا الفيروس، فيروسات أخرى، لكن بفضل الباري تعالى فإن طاقاتنا العالية اليوم بالمقارنة مع الدول المتقدمة متلائمة ومتميزة بصورة مدهشة».

إلى ذلك، وبعد أن تباهى المسؤولون الإيرانيون، وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني، بإعلان الإفراج عن 1.6 مليار دولار من أصول طهران التي كانت مجمدة في لوكسمبورغ بسبب حكم قضائي كتعويض لضحايا الإرهاب، نفت محكمة في هذه الدول الأوروبية أن تكون قد أفرجت عن تلك الأرصدة.

وأكدت المحكمة في بيان أمس الأول، أنها نقضت حكماً قضى بدفع 1.6 مليار دولار من أرصدة الجمهورية الإسلامية لضحايا هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، لكنها أوضحت أن الإفراج عن الأصول يحتاج إلى قرار من المحكمة العليا في لوكسمبورغ.

وكان كل من روحاني ومحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همّتي، أعلنا أن لوكسمبورغ أفرجت عن 1.6 مليار دولار من أصول إيران.

واعتبر روحاني الحكم بأنه «انتصار قانوني»، بينما قال همّتي إن إيران «أحبطت جهود واشنطن للاستيلاء على أموال البنك المركزي الإيراني وتحويلها من أوروبا».

الاقتداء بالسيستاني

على صعيد آخر، طالب السياسي الإيراني البارز، مصطفى تاج زاده، المرشد علي خامنئي، بالإفراج عن معارضيه المدانين بالسجن ممن طالبوا بتنحيه اقتداء بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيستاني، الذي عفا، أمس الأول، عن مدان بالسجن أساء إليه.

وكتب زاده، وهو أحد أبرز المسؤولين في وزارة الداخلية بعهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي عبر «تويتر»: «لقد طالب آية الله السيستاني بإطلاق سراح المواطن عبيس عبد ضمن معارضته الحكم المشدد الذي دان المواطن بالسجن عامين، فيا ليت آية الله خامنئي يُصدر أمراً بالإفراج الفوري عمن دينوا بالسجن 15عاماً ممن طالبوا بتنحيه».

حرب الظل

من جهة أخرى، اقترح خبراء بشؤون الشرق الأوسط يعملون بمركز الأمن الأميركي الجديد على إدارة الرئيس دونالد ترامب اتباع نهج مقارب للحملة العسكرية الإسرائيلية، غير المعترف بها ضد أهداف إيرانية في سورية، للحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

ويقول الخبراء في تقرير يتوقع نشره الأسبوع الحالي إن «اتباع نهج مماثل لحرب الظل الإسرائيلية سيكون أكثر فعالية من الاستراتيجية الأميركية الحالية، التي تناوبت بين تجنب العمل الحركي بعد الهجمات الإيرانية على أهداف أميركية وحليفة، وشن هجمات دعائية على أهداف مرتبطة بإيران، بما في ذلك غارة طائرة بدون طيار في 3 يناير الماضي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس».

ويقر كاتبو التقرير بأن بعض جوانب حملة الظل الإسرائيلية قد لا تكون ممكنة بالنسبة لواشنطن. فعلى سبيل المثال، تم تمكين العملية الإسرائيلية من خلال معلومات استخبارية واسعة النطاق عن العمليات الإيرانية في سورية، وكان الجيش الأميركي أكثر تركيزاً على تنظيم «داعش»، وقد يكون من الصعب أيضاً في ظل النظام الأميركي حجب الاعتراف بالضربات العسكرية.