تفاعلت الجالية اللبنانية في الكويت، تحت غطاء السفارة وبدعم مباشر من السفير جان معكرون والقنصلين المعتمدين، على أكثر من جبهة، في موضوع مكافحة فيروس كورونا المستجد. ففي الخط الأمامي بادر «مجلس الأعمال اللبناني» بدعوة أبناء الجالية للوقوف خلف سياسات حكومة الكويت والالتزام بقراراتها والتقيد بتعليماتها بشأن مواجهة هذا الوباء، وبتبني مساعدة المتضررين والمتعسرين من اللبنانيين الذين يعيشون في الكويت.
وعلى المستوى الثاني يقود «مجلس الأعمال اللبناني» حملة واسعة للتبرعات، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، لمساعدة الشعب اللبناني في مكافحة «كورونا». وللوقوف على ما آلت إليه تلك الحملات، أوضح القائم بالأعمال السفير جان معكرون، في حديث خاص لـ «الجريدة»، أن سفارة لبنان تقدر عالياً كل من ساهم من أبناء الجالية في دعم «مجلس الأعمال»، في حملته النبيلة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي، لجمع التبرعات. وبسؤاله عن كيفية إيصال تلك المبالغ، قال السفير معكرون إن التبرعات التي يتم جمعها ترسل عن طريق الهلال الأحمر الكويتي إلى الصليب الأحمر اللبناني، مضيفاً أن «مجلس الأعمال» الذي يعمل برعاية السفارة يستحق كل مساعدة لإنجاح رسالته وحملته، وهو موضع ثقة كبيرة في جميع أوساط الجالية اللبنانية، وكذلك المجتمع الكويتي.
نداء للتضامن
ودعا السفير معكرون «المقتدرين» من أبناء الجالية الى دعم أهلهم في لبنان وعائلاتهم، التي تمثل الشعب اللبناني، «فمن أحب وطنه يعني أنه يحب شعبه، وهو الأساس ببنيان الوطن، فإذا تصدع الأساس انهار الكيان بأكمله».واعتبر السفير معكرون أن هذا النداء هو «نداء الوطن للمساعدة والتضامن، وللتعبير الصادق عن حبه، لأن من يلبي نداء وطنه سيسجل اسمه على لائحة الشرف، ويدون مأثرته في ذاكرة وطنه بحروف من ذهب»، مستشهداً بقول أرسطو «لكي نكون سعداء علينا أن نفعل الخير»، ومضيفا ان «من يطمح إلى السعادة لابد له من سلوك طريق العطاء».وأبدى معكرون ارتياحه للسياسة الحكيمة، التي تنتهجها الكويت في معالجة أزمة الوباء المستجد، الذي يرمي بظلاله على كافة الدول، لاسيما ما تقدمه من رعاية وخدمات تجاه مواطنيها المقيمين على أرضها، كذلك تجاه الجالية اللبنانية، مبدياً حرصه على وجوب احترام القوانين ذات الصلة والصادرة من حكومة الكويت، وهو ما يطالب به أبناء الجالية منذ اللحظة الأولى لإعلان حظر التجول.وعن أحوال اللبنانيين المتعسرين نتيجة الأزمة، قال: «نحن في وضع استثنائي، فقد نشأت احتياجات لم تكن في الحسبان، وعلينا أن نساعد بعضنا البعض، ونبدي التعاطف مع المحتاج، خصوصاً من كان مقتدراً من أبناء الجالية».دعم الجالية
وفي هذا الإطار، أوضح رجال الأعمال وعضو مجلس الأعمال اللبناني على حسن خليل، أن المبادرة كانت بالأساس موجهة إلى الشعب اللبناني، لكن التطورات على الساحة الكويتية دفعتنا إلى الالتفات نحو الجالية اللبنانية هنا، والعمل على تلبية احتياجات المتعسرين منهم، خصوصاً أن هناك من يحتاج إلى المساعدة بهدف السفر أو تسديد التزاماته تجاه أسرته من إيجارات ومدارس وغير ذلك.ووجه خليل دعوته إلى كل أبناء الجالية، بإبداء التضامن تجاه إخوتهم وأهلهم، وإظهار وحدتهم، كما تتطلب الأزمة، والعمل تحت مظلة السفارة، وفق احترام قوانين الكويت.أما الصوت الآخر فكان لعضو مجلس رجال الأعمال إيلي هاني، الذي يعمل بصمت، حيث قال: «قلبنا على الكويت مثلما هو على لبنان، وقد استجبنا للنداءات التي وصلت إلينا من بيروت، علماً أن الحملة التي نقوم بها بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي هي الثالثة، فقد سبق ذلك حملة أولى ذهبت تبرعاتها للجيش اللبناني، بالتوازي مع حملة أخرى تستهدف بعض اللبنانيين المتعسرين في الكويت». وعن مستوى التفاعل بين أبناء الجالية اللبنانية، أوضح هاني: «نحن جزء من الجالية، وكلنا أمل بدعم السفير معكرون وأركان السفارة والقنصلين باسل عويدات وشادي أبوظهر، الذين نعول عليهم بإيصال صوتنا إلى كل من يستطيع المساهمة في هذه الحملة، ونحن بأمسّ الحاجة لنظهر ترابطنا وتعاضدنا مع بعض».خط ساخن
وعن مجريات ما يحصل وسط الجالية، وبعد أن انتهى والعاملون معه بالسفارة من تسيير وتسهيل إجراءات عدد من الرعايا اللبنانيين الذين حملتهم طائرة الميدل إيست، والراغبين لأسباب إنسانية وغيرها في العودة إلى بلدهم، تحدث، لـ«الجريدة»، القنصل اللبناني باسل عويدات «دينامو» السفارة، الذي يعمل دون كلل وعلى مدار الساعة، جنباً إلى جنب مع القنصل شادي أبوظهر، وكلاهما يتقاسمان المهام والأدوار، فقال عويدات: «إننا نتواصل مع اللبنانيين الذي يحتاجون إلى أي مساعدة، خصوصاً من انقطعت بهم السبل أو توقفت أعمالهم أو تصادف مسكنهم في المناطق التي تعرضت للحظر». وأضاف عويدات: «منذ بداية الأزمة أوجدنا خطاً ساخناً يعمل على مدار الساعة، ولا يزال، وهو الرقم 69929353، نتلقى من خلاله جميع الطلبات، بالتعاون مع سكرتارية السفير، وتلك وسيلة تجعلنا على مسافة واحدة من الجميع، مرحبين بأي سؤال أو طلب». وبخصوص مواجهة تداعيات فيروس كورونا وحملات المساعدة والدعم الموجهة للجالية اللبنانية في الكويت، قال القنصل عويدات: «هناك مجلس لسيدات الأعمال، الذي يقوم بعمل جيد ونشاط متواصل لجمع التبرعات، تماماً مثلما هي مبادرة مجلس رجال الأعمال، ونرى أنهما يكمل بعضهما بعضا، فالتعاون قائم، ونحن نوليهما الاهتمام ونقدر تماماً ما يقدمانه من دعم ومساهمة».