قطاع الفنون التشكيلية المصري يؤمن المتاحف العامة والخاصة

«حديقة الربيع» تعيد للأذهان أحداث لوحة الخشخاش بمتحف محمود خليل

نشر في 15-04-2020
آخر تحديث 15-04-2020 | 00:03
قطاع الفنون التشكيلية المصري
قطاع الفنون التشكيلية المصري
أثارت سرقة لوحة حديقة الربيع للفنان العالمي فان غوخ من متحف سينجرلارين بهولندا، أثناء إغلاقه ضمن الاجراءات الاحترازية التي اتبعتها هولندا في مواجهة فيروس كورونا مؤخرا، تخوفات بلدان العالم وخاصة لدى الأوساط التشكيلية على متاحفهم، وما تضمه من لوحات ثمينة ونادرة تغري اللصوص بسرقتها.

خطة شاملة

وأعد قطاع الفنون التشكيلية بمصر، خطة شاملة لتأمين وحماية المتاحف، خاصة أن سرقة لوحة حديقة الربيع لفان غوخ، أعادت للأذهان قصة سرقة لوحة الخشخاش من متخف محمود خليل قبل سنوات.

وقال خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية إن القطاع وضع خطة تأمينية شاملة لجميع المتاحف، وقام بتعيين أفراد حراسة على المتاحف الفنية المغلقة أو الخالية من الأعمال الفنية، إضافة إلى الاجراءات الامنية من قبل أفراد شرطة السياحة.

محمود مختار

ويشمل قطاع الفنون التشكيلية، متحف محمود مختار في منطقة الجزيرة، ومتحف محمد ناجي بالهرم، ومتحف فن الزجاج والنحت والعجائن المصرية لزكريا الخناني وعايدة عبدالكريم بمنطقة الحرانية-المريوطية، ومتحف محمود خليل وحرمه، ومتحف الجزيرة للفنون بالأوبرا، ومتحف جمال عبدالناصر في منشية البكري، ومتحف مصطفى كامل بمنطقة الإباجية، ومتحف أحمد شوقي بالجيزة، ومتحف عفت ناجي وسعد الخادم في حي الزيتون، ومتحف حسن حشمت، ومتحف أنجي أفلاطون، ومتحف بيت الأمة بمنطقة المنيرة، وأيضا متحف طه حسين بالهرم، ومتحف راتب صديق بالمنيب، ومتحف أبنود بمحافظة قنا، ومتحف دنشواي بمحافظة المنوفية، ومتحف النصر بمحافظة بورسعيد، ومتحف الفنون الجميلة ومركز محمود سعيد بمحافظة الإسكندرية.

زيارات افتراضية

من جهته، قال الفنان التشكيلي أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف بقطاع الفنون التشكيلية إنه مع بداية أزمة كورونا تم وقف جميع الأنشطة الفنية وإغلاق المتاحف، مع إتاحة زيارات افتراضية لها على الإنترنت، ومنح الإجازات الاستثنائية للعاملين بالقطاع وفقاً للضوابط التي حددها قرار مجلس الوزراء، وتخفيف العمالة التي لم يشملها قرار الإجازة بالتناوب.

الصيانة والأمن

وأضاف عبدالفتاح في تصريحات صحافية أن الموجودين بالمتاحف بشكل يومي هم إدارتا الصيانة والأمن ومديرو المتحف والأمناء، وذلك لمتابعة محتوياتها وما إذا كان هناك عطل فني بالمتاحف لإصلاحه، وأكد أن المتاحف تخضع لخطة أمنية جيدة بالتنسيق بين الإدارة العامة للأمن بالقطاع وشرطة السياحة.

وكشف عبدالفتاح أن متحف محمود خليل الذي أغلق بعد سرقة لوحة زهرة الخشخاش، قبل عشر سنوات، ثم خضع للتطوير في السنوات الأخيرة سيتم افتتاحه قريباً، حيث تم وضع أربعة نطاقات أمنية لتأمين الأعمال الفنية بالمتحف منها السلكي واللاسلكي والليزر.

حديقة الربيع

وتقدر لوحة "دير نونن في الربيع" أو حديقة الربيع لفان غوخ، بملايين الجنيهات، وكان فان جوخ رسمها في عام 1884 أثناء إقامته بمنزل والده، وتسببت عملية سرقة اللوحة في حزن هولندا على ضياع ثرواتها الفنية التي لا تقدر بثمن.

وتعد لوحات الفنان العالمي فان غوخ الاكثر تعرضا للسرقة، اذ افادت الشرطة الإيطالية باستعادتها لوحتين من لوحات الفنان العالمي فان جوخ سرقتا من متحف في أمستردام عام 2002.

ونقلت تقارير صحافية ومتلفزة عالميا خلال الايام الماضية عن مسؤولين في متحف "فان غوخ" بامستردام قولهم إنه تمت استعادة اللوحتين بعد إجراء تحقيق واسع ومستمر من قبل مدعين إيطاليين ومسؤولين في مكافحة الجريمة المنظمة.

وأكدت الشرطة الإيطالية أن اللوحتين في حالة جيدة، موضحة أنه تمت استعادتهما من مافيا مدينة "نابولي".

وأفادت التقارير بأن اللوحتين كانتا ضمن أصول أخرى تقدر بملايين اليورو تم العثور عليها في حيازة جماعة "كامورا".

بين الربيع والخشخاش

وسرقة لوحة "حديقة الربيع" للفنان الهولندي فان غوخ، من متحف "سنجر لارين" الهولندي، تعيد الذاكرة لواقعة سرقة لوحة الخشخاش التي تمت سرقتها أيضا منذ 2010، من متحف "محمود خليل"، ولكن يرى متابعون ان هناك اختلافا في الواقعتين على الرغم من توحيد الهدف فيما بينهما، ففي واقعة سرقة لوحة الخشخاش التي تمت فى 2010 وبالتحديد في شهر أغسطس، اكتشف أمناء متحف "محمود خليل" الواقع في وسط القاهرة اختفاء اللوحة، التي رسمها فان غوخ عام 1887م، أي قبل رحيله بـ 3 سنوات.

وتمت سرقة "الخشخاش" في الصباح، فقد استطاع اللص أن ينتزع اللوحة الفنية من إطارها خلال ذروة العمل اليومي داخل المتحف وسط غياب تام للأجهزة الرقابية.

بينما سرقة لوحة "حديقة الربيع" تمت اثناء إغلاق المتحف بسبب فيروس كورونا، بمعنى أنه لا يوجد أحد بمكان المتحف الواقع على مسافة 30 كيلومتراً جنوب شرق أمستردام.

وقدرت قيمة لوحة "الخشخاش" المادية بـ 50 مليون دولار، وهو ما أحدث حالة من الصدمة في الأوساط العالمية، ليس لقيمة اللوحة المادية فقط، ولكن أيضًا لمكانة صاحبها كأحد أبرز فناني الحداثة الأوروبية، كما أن سارق اللوحة لن يستطيع بيعها كونها مسجلة ضمن "المسروقات المهمة" على مستوى العالم.

وعن قيمة لوحة "حديقة الربيع" قال ايفرت فان أوس مدير متحف سينجر لارين، إن اللوحة المسروقة التي رسمها فان غوخ عام 1884 في وقت كان يقيم في منزل والده تبلغ قيمتها 6 ملايين يورو.

شهرة وانتشار

فرعي

ولم يحصل فان غوخ على شهرة وانتشار واسعين خلال فترة حياته التي لم تتخط الأربعين عاماً، إلا أنه قدم خلالها عددا كبيرا من اللوحات يُقارب الـ 800 عمل، ودائمًا ما يتصدر سعرها قائمة اللوحات المعروضة بالمزادات العالمية، حيث تُقدر أعماله بملايين الدولارات.

وغوخ من اشهر فناني العالم ولد 30 مارس 1853، وهو رسام هولندي ينتمي الى مدرسة ما بعد الانطباعية، وتعد لوحاته من اغلى اللوحات في العالم كما تشتهر اعماله بالجمال وصدق المشاعر والألوان البارزة وكان له تأثير كبير على فناني عصره، وعانى سنوات من العذاب والمرض النفسي وقيل انه قطع اذنه.

وعاش الفنان الهولندي طوال عمره في حالة من الفقر الشديد لدرجة انه كان يقوم بحرق بعض لوحاته للتدفئة شتاء، وفي حياته لم يتمكن من بيع سوى لوحة واحدة فقط (الكرم الاحمر) مقابل 400 فرانك سويسري، بالرغم من انه ترك أغلى الاعمال الفنية بعد وفاته.

back to top