سعود السنعوسي: كل مشروع أدبي مغامرة
العازف شاه استضافه في بث مباشر عبر صفحته على «إنستغرام»
استعرض الروائي سعود السنعوسي ملامح تجربته الأدبية، في حوار استثنائي مع العازف فيصل شاه، بُث عبر موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام».
استضاف عازف الكمان فيصل شاه، عبر صفحته على «إنستغرام»، الروائي سعود السنعوسي، أون لاين، للحديث عن مشواره الروائي، ولطرح مجموعة من الأسئلة والتساؤلات التي تهم القراء.في البداية، أعطى شاه نبذة تعريفية عن السنعوسي ليقول إن أول رواية له هي «سجين المرايا»، وآخر رواية هي «ناقة صالحة»، لافتا إلى أنه أصغر روائي حصل على جائزة «البوكر»، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وأن رواية «ناقة صالحة» كتب بشأنها العديد من الأوراق النقدية. وتطرق شاه، في استهلال حديثه مع ضيفه، إلى رأيه في الحظر الجزئي، ليقول السنعوسي إن وضع الجلوس في البيت يناسبه شخصياً كثيراً، ولم يفرق معه، لأنه لا يخرج كثيرا عدا ذهابه إلى العمل، ولكنه يوجد فيه فائدة كبيرة من ناحية القراءة بشكل أوسع، وأيضا القراءات المؤجلة لكتب عديدة كان قد أجل قراءتها في وقت لاحق.
وطرح شاه على السنعوسي سؤالاً عن تباين الآراء في روايته «ناقة صالحة»، عبر الكثير من الأوراق النقدية التي كتبت بشأنها، ليجيب السنعوسي: «صعب أن أشير لك إلى مكان معين للدلالة على تباين الآراء بين المتلقين، فالمتلقي أكيد يملك الإجابة، والقراءات تختلف، فكل قارئ لديه خزين معرفي عملى، ومهما يكن فسوف ينعكس على كل قارئ». وأعطى شاه رأيه بشأن رواية «ناقة صالحة»، وقال إنها كانت مغامرة كبيرة، ليعلق بعدها السنعوسي قائلا إن كل مشروع أدبي هو مغامرة بشكل أو بآخر. وأضاف: «كلمة مغامرة تنطبق أكثر على رواية حمام الدار، رغم أني كنت أعرف أنها مغامرة، فلنقل مغامرة سأخسر فيها عددا كبيرا من القراء، وسأكسب قارئاً جديدا يحب هذا النوع، ففي رواية (ناقة صالحة) لا أتصور أن المغامرة بتلك الجرأة، حتى اللغة، فأنا استخدمت المشترك بين اللغة الدارجة والفصحى، وأي قارئ سواء في جمهورية مصر العربية، وفي شمال إفريفيا، في أي دولة عربية على سبيل المثال، لن يستصعب اللغة، واليوم لديك (جوجل)، مثلا تستخدم القاموس، وأغلب الكلمات التي قد تكون غير دارجة هي بالأصل فصحى، وليست تحويرا عن الفصحى، بل هى كما هي بالفصحى، ولا أتصور ستكون في تلك الصعوبة، حتى نقول مغامرة. وفي (فئران أمي حصة)، على سبيل المثال، كان هناك من اللهجة الدارجة الكويتية، وأيضا لم يستصعبها القارئ، ولم تكن مبهمة عندما نقرأها في السياق العام».
النقد
ثم تحدث شاه عن أنه لاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك نقدا على الروائي سعود السنعوسي، طارحاً سؤالا: هل جائزة البوكر هي السبب؟ ليرد السنعوسي ويقول: «ليس بالضرورة أبداً، أنا متجاوز المسألة تماماً، وأنا مؤمن بأن (ساق البامبو) حظيت بجائزة البوكر، وانتهى الأمر، وهي رواية محظوظة جدا، وأنا استفدت كثيرا من الجائزة، لكن أن أوضع في إطار الجائزة، البوكر أو أي جائزة، أمر يقيدني كثيرا».وبين السنعوسي في حديثه أن هناك نقدا أكاديميا ورصينا وإضافة لما لم يقله النص، ويثرى القارئ، ويكون هذا النقد وسيلة للكاتب نفسه حتى يتعرف على نصه، وأيضاً يناقش العمل ضمن معطياته، مشيرا إلى أنه قرأ الكثير من الدراسات، وهو من أوائل الاشخاص الذين استفادوا من النقد، وهناك الكثير من الأوراق النقدية التي نستفيد منها كثيرا ونتعلم.وعن رأيه بالموسيقى، قال السنعوسي إنه يحب الموسيقى جدا، وهي من مقومات الكتابة لديه، ثم تطرق إلى موضوع الهوية، مبيناً أنه يشغله جدا موضوع الهوية، ففي رواية «ساق البامبو» تحدث عنها بشكل واضح، وفي «ناقة صالحة» تكلم عن ابنة البادية، أو حتى دخيل بن أسمر الذي هجر البادية ولم يجد نفسه فيها، ولم تقبل به المدينة أيضا، وفي رواية «حمام الدار» أيضاً، رغم أنها مشكلة كاتب لم يستطع أن يتم روايته، وقامت شخصياته بالتمرد عليه، أيضاً كان هاجس الهوية بشكل غير متعمد في اللاوعي، فاللاوعي كان يكتب معه.وفي الختام، قال السنعوسي إنه في الوقت الحالي يعكف على عمل أدبي كان يعمل عليه منذ فترة طويلة.
السنعوسي وظف الدارجة والفصحى في روايته «ناقة صالحة»