دروس مستفادة من أزمة «كورونا»
أثبتت أزمة جائحة "كورونا" التي تواجهها الكويت منذ أكثر من شهرين الدور الحيوي لوزارة الصحة، وعلينا أن نتخذ هذه الأزمة لتكون منطلقا لاستخلاص الدروس وإعادة هيكلة النظام الصحي.فقد أظهرت هذه الأزمة الدور المحوري والحيوي والضروري الذي أداه قطاع الصحة العامة، وأهمية دوره وبنيته الأساسية، وكشفت عن أنه خط الدفاع الأول للدولة بأكملها، ومن ناحية أخرى فإن دور الطوارئ الطبية خلال هذه الأزمة شهد له الجميع.ومن الدروس المستفادة أيضا من هذه الأزمة أهمية تفعيل العمل بروح الفريق الواحد من جانب جميع التخصصات بجميع المواقع، أما من حيث آلية اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة فقد انتقلت إلى أعلى المستويات وهو ما يضع وزارة الصحة أمام تحد سياسي كبير.
ومع شدة أزمة فيروس "كورونا" وتداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فقد أصبح من الضروري الآن أن تضع وزارة الصحة سيناريوهات وخططا لما بعد مرحلة "كورونا"، للاستفادة من التجربة والدروس.ولتكن هذه الأزمة منطلقا لميلاد مرحلة جديدة في وزارة الصحة تختلف بالطبع عن المراحل السابقة، فقد أظهرت أزمة "كورونا" القدرات الحقيقية للأطباء والكادر التمريضي والفنيين والعاملين في القطاع الصحي بشكل عام، وأظهرت المعادن الحقيقية للعاملين في الصفوف الأمامية، فمن رحم الأزمات تولد الكفاءات.وقد يتساءل البعض عن تقييم دور القطاع الطبي الأهلي خلال هذه الأزمة، وهل أتيحت له الفرصة كشريك لوزارة الصحة، والسؤال المشروع الذي يطرح نفسه هو هل كان للروبوت دورٌ في هذه الأزمة، في حين استخدمته دول كثيرة لتقديم الخدمات للمرضى وللخاضعين للحجر الصحي؟