الوباء والمسرح
![محمد القلاف](https://www.aljarida.com/uploads/authors/716_1682355091.jpg)
ففي الإغريق ربما تكون مسرحية "أوديب" حاضرة في الذهن كونها صورت تبعات الوباء في المدينة، إن كان الوباء رمزا أكثر مما هو مرض له أعراض محددة، مع التفريق بين الوباء والمرض الذي يقع في إصابات فردية. وفي القرن التاسع عشر كتب هنريك ابسن مسرحية "عدو الشعب" التي تناول فيها تفشي وباء مرض الطاعون، وكان الطبيب قد اكتشف أن المرض بدأ بالانتشار في أوساط السياح مما أعطى بعض الحلول، وهي دفع أموال طائلة للإنقاذ، وكذلك إغلاق الحمامات لمدة عامين، فتحول من صديق الشعب إلى عدو بسبب المقربين له ومن حوله الذين لم يعجبهم حله لأنه سيسبب لهم خسائر. أما مسرحية "لعبة القتل" للكاتب يوجين يونسكو التي تم عرضها في دسلدورف في يناير 1970، ففي أحداثها تدور الحكايات والأحاديث وفجأة يموت أحدهم فيصابون بالخوف، مما يؤدي للفوضى فيموت آخرون، لذا تصور المسرحية غموض انتشار هذا الوباء الذي يضرب بلداً ويبيد مواطنيه بصورة جماعية، وهناك الكثير من المسرحيات التي تناولت هذا الوباء مثل بريخت في مسرحية "حياة غاليليو" ومسرحية "الوباء" لأوكتاف ميربو ومسرحية "الكيميائي" لبن جونسون. وفي هذا العام 2020 نجد وباء فيروس كورونا المستجد الذي أصبح مثل الأمراض السابقة بل أسرع انتشاراً، والذي أصاب العديد من الدول مما جعلها تتوقف في جميع الصعد، ومنها الثقافية لسلامة المجتمعات، ومما يدل على التوقف ما نشر في صحيفة الغارديان، حيث نشروا عن وباء الطاعون الذي انتشر في عصر النهضة المسرح الشكسبيري وبالتحديد سنة 1606، فترة عرض مسرحيات ناجحة لشكسبير مثل "الملك لير" ومسرحية "ماكبث"، حينها اضطر مسرح جلوب إلى وقف العروض المسرحية، وهي في أوجها لتجنب تجمع الجمهور والحد من انتشار الوباء.رسالة: الشكر والتقدير لمن ساعدني وأضاف لي في هذا المقال كل من د.محمد المهنا بمعهد العالي للفنون المسرحية، وكذلك الباحث أسامة سليمان والأستاذة سحر جعفر أدب إنكليزي ولغويات.