راجعت الصين الجمعة أرقامها فأعلنت زيادة في عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا المستجد على أراضيها، بعد تعرضها لاتهامات من قادة غربيين شككوا في شفافية الأرقام التي أصدرتها حول الوباء الذي انطلق من الصين وبات يشل الاقتصاد العالمي.

وانتقل الفيروس منذ ظهوره في نهاية 2019 في مدينة ووهان بوسط الصين، إلى أكثر من مليوني شخص عبر العالم.

Ad

ومع تفشيه، فرض الحجر المنزلي على ما يزيد عن 4,4 مليار شخص، فيما طالت البطالة الجزئية أو التامة عشرات ملايين الأشخاص، بينهم 22 مليوناً في الولايات المتحدة وحدها.

وأعلنت ألمانيا الجمعة أن الوباء بات «تحت السيطرة»، مشيرة إلى أن المتاجر ستعاود العمل قريباً على أن تفتح المدارس أبوابها مجدداً اعتباراً من الرابع من مايو.

وأعلنت الصين عن نحو 1300 وفاة إضافية بكوفيد-19 في ووهان، ما يرفع عدد الوفيات في البلد الأكبر من حيث عدد السكان في العالم إلى 4632.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه أصابع الاتهام الخميس إلى بكين، على غرار ما فعله قبله المسؤولون الأميركيون وفي طليعتهم الرئيس دونالد ترامب.

وقال ماكرون لصحيفة «فاينانشل تايمز» البريطانية «من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها»، مشككاً في حصيلة الضحايا التي أعلنتها الصين.

وفي لندن، أعلن وزير الخارجية دومينيك راب كذلك أن على بكين الرد على «أسئلة صعبة حول ظهور الفيروس ولماذا لم يكن بالإمكان وقفه في وقت أبكر».

اتحاد

وفي مواجهة هذه الاتهامات، أكد متحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان الجمعة أنه «لم يكن هناك أي تستر على المعلومات ولن نسمح بأي إخفاء»، مؤكداً أنه «من الضروري أن تتحد جميع الدول لمكافحة الوباء».

لكنه اعترف بحصول «تأخير» و«إغفال» في تسجيل الوفيات.

وبررت بلدية ووهان عدم احتسابها الوفيات الجدد الذين أعلنت عنهم اليوم في الحصيلة الأساسية بكون المرضى توفوا في منازلهم وليس في المستشفيات.

لكن الخبير في الشؤون الصينية جان بيار كابستان من جامعة هونغ كونغ المعمدانية لفت إلى أن هذا العدد يبقى أدنى بكثير من بعض التقديرات المنتشرة في الغرب.

ويشتبه بأن فيروس كورونا المستجدّ ظهر في سوق في الهواء الطلق في ووهان تباع فيها حيوانات برية حيّة بهدف استهلاكها، ويعتقد أن الفيروس القريب من فيروس منتشر بين الخفافيش قد يكون انتقل في هذه السوق من حيوانات إلى الإنسان وتحول.

لكن وسائل إعلام أميركية طرحت نظرية أخرى، فأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن السفارة الأميركية في بكين أبلغت واشنطن قبل سنتين بشأن تدابير أمنية غير كافية في مختبر محلي يدرس فيروسات كورونا لدى الخفافيش، فيما ذكرت شبكة «فوكس نيوز» أن فيروس كورونا المستجد مصدره هذا المختبر بالذات وإن كان فيروساً طبيعياً غير مركّب، وأنه قد يكون «تسرّب» عرضاً نتيجة تدابير وقائية غير سليمة.

اقتصادياً

وفي ظل الكارثة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الصحية، تعهد قادة مجموعة السبع الخميس بالعمل معاً لإعادة فتح اقتصادات بلدانهم المتعثرة بسبب الحجر المنزلي الذي فرض في جميع أنحاء العالم سعياً لاحتواء تفشي وباء كوفيد-19.

وتشير أرقام النمو الصيني الصادرة الجمعة إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 6,8% في الفصل الأول من السنة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو أمر غير مسبوق منذ بدء وضع الإحصاءات الفصلية في مطلع التسعينات.

في أوروبا، انهارت سوق السيارات بنسبة 55.1% في مارس، كما انهار قطاع تنظيم الأعراس، وقال مؤسس معرض الأعراس في فرنسا ستيفان سيبان بهذا الصدد إن «80 إلى 85 % من الأعراس تتم بين مارس وسبتمبر، والأزمة تأتي في أسوأ توقيت».

أما في هوليوود، فشلّت الأزمة قطاعاً مختلفاً من النشاط، إذ لم يعد صائدو الصور يجدون من يصورونه مع لزوم النجوم والمشاهير منازلهم. وقال راندي باوير، مؤسس وكالة الصور «باوير-غريفين» التي تعنى بصور المشاهير، «كل الصور الآن تأتي مع نظارات شمسية وكمامة».

في الولايات المتحدة حيث تعطلت قطاعات كاملة من الاقتصاد، عرض ترامب الخميس خطته «لإعادة فتح أميركا» على ثلاث مراحل تبعاً لخطورة وباء كوفيد-19 في كل ولاية، موضحاً أن الولايات التي تتمتع «بصحة جيدة» يمكنها استئناف النشاط «اعتباراً من يوم غد» قبل استحقاق الأول من مايو المطروح أساساً، ذاكراً مونتانا ووايومينغ وداكوتا الشمالية.

سيطرة

في ألمانيا، أعلنت السلطات الجمعة أن وباء كوفيد-19 بات تحت السيطرة بعد شهر من القيود على الاختلاط الاجتماعي التي فرضتها السلطات.

وللمرة الأولى، أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ لمراقبة الأوبئة أن كل مصاب بكوفيد-19 في البلاد بات ينقل العدوى إلى أقل من شخص.

كما باشرت الدنمارك رفع تدابير الحجر المنزلي فأعادت فتح المدارس الأربعاء، فيما تعتزم النمسا وإيطاليا إعادة فتح بعض المتاجر غير الأساسية، وأعلنت سويسرا عن رفع «بطيء» و«تدريجي» للحجر اعتباراً من 27 أبريل.

وتراقب منظمة الصحة العالمية بحذر هذا التوجه، معتبرة أن الوباء العالمي لا يزال خارج عن السيطرة في أوروبا مع تسجيل «أعداد مستقر أو متزايدة» في شرق القارة وفي المملكة المتحدة حيث قررت الحكومة الخميس تمديد الحجر «لثلاثة أسابيع على الأقل».

وسجّلت المملكة المتحدة الجمعة 847 وفاة إضافية في المستشفيات حيث يعالج المصابون بفيروس كورونا المستجد، في حصيلة قريبة من سابقتها (861) وترفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 14576.

من جهة أخرى، دعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى «اغتنام الفرصة» السانحة حالياً للتحرك من أجل تجنب انتشار واسع لفيروس كورونا المستجد في المنطقة، في وقت لا يزال تفشيه فيها محدوداً مع تسجيل ما يزيد عن 111 ألف إصابة و5500 وفاة حتى الآن في 22 بلداً فيها.

وتعتبر هذه الحصيلة متدنية بالمقارنة مع الحصيلة العالمية البالغة 145673 وفاة من أصل 2182740 إصابة أحصيت رسمياً في 193 دولة، وفق تعداد لوكالة فرانس برس الجمعة الساعة 11,00 ت غ استناداً إلى مصادر رسمية.

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء مع تسجيلها 33 ألف وفاة من أصل 671425 إصابة، تليها إيطاليا (22170 وفاة من أصل 168941 إصابة) ثم إسبانيا (19478 وفاة من أصل 188068 إصابة) وفرنسا (17920 وفاة من أصل 165027 إصابة) والمملكة المتحدة (13729 وفاة من أصل 103093 إصابة).