التكنولوجيا في زمن الفيروس
منذ اكتشاف فيروس كورونا "كوفيد-١٩" وانتشاره في العالم جندت الأجهزة المعنية في الدولة كل الإمكانات الممكنة لمكافحة الفيروس ومنع انتشاره، بلا شك كانت الأطقم الطبية في الصف الأول، وتساعدها أجهزة الدولة بكل همة ونشاط، الملاحظة الجيدة أن الكثير من المتطوعين والمتطوعات سارعوا في خدمة بلدهم الحبيب الكويت، ولبوا نداء الواجب وعملوا بجد ونشاط وإخلاص وهذا عمل يشكرون عليه. في هذه الأزمة برزت ظاهرة تستحق الاهتمام، وهي الاستعانة بالتقنية في توصيل المعلومات للشعب، وأيضاً في أداء الخدمات سواء كانت حكومية أو غيرها، فلاحظنا أن المؤتمرات الصحافية الرسمية لمسؤولي الدولة بعد أن كانت تعقد وجها لوجه أصبحت تقام عن بعد، بعد استخدام التقنية وذلك منعا للعدوى في حال التجمع، وأخذت أجهزة الدولة تتسابق في تقديم خدماتها بدون أن يأتي لها المواطن أو المقيم. وزارة الصحة تقوم مشكورة بإعطاء البيانات بكل شفافية عن حالات الإصابة بالفيروس وعدد شفاء الحالات والوفيات عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك فعلت بقية الوزارات، ولم يقتصر استخدام التقنية على المواقع الحكومية، بل أصبحت البنوك والشركات والجمعيات الخيرية، والجمعيات التعاونية تقدم خدماتها عن بعد، وبدون أن يأتي لها المواطن أو المقيم وهو في منزله تتم جميع الخدمات. وزارة الخارجية التي تقوم بجهد كبير لإرجاع المواطنين الذين ينتظرون العودة لأرض الوطن أنشأت موقعاً جديداً سمته "معاكم" لتسجيل أسماء المواطنين الراغبين في العودة إلى الكويت عن طريق هذا الموقع الإلكتروني، والتواصل مع بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، وفي هذه المناسبة أقدم تحية شكر واعتزاز بالجهود التي تقوم بها وزارة الخارجية بالتنسيق مع بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، وكذلك تقديم الشكر لدبلوماسيينا في الخارج على المجهود الجبار والعمل الدؤوب من أجل راحة كل مواطن في الخارج، وهذا ليس بغريب عليهم لأنهم يسهرون على مصالح الكويت والمواطنين طوال العام وليس في هذه الفتره فقط.
إن استخدام التقنية في هذه الفترة يهدف إلى أن يكون المواطن والمقيم ملتزماً بالتعليمات في البقاء في المنزل وإجراء كل معاملاته عن بعد، وأرجو أن تستمر هذه الأجهزة في استخدام التقنية حتى بعد فترة الأزمة الصحية الحالية. وحسنا فعلت الأجهزة المختصة بإنشاء المحاجر الصحية في أماكن مختلفة من البلاد وتجهيزها بكل المعدات في زمن قياسي تشكر عليه، البعض يقترح أن تقوم حملة إعلامية مكثفة لإطلاع العالم الخارجي على مجهودات الكويت واعتنائها ببعض المقيمين بالمحاجر الصحية، ولتبين للعالم أن الكويت لا تفرق بين كويتي أو مقيم. اللهم أزل عنا وعن العالم أجمعين هذه الغمة، وأعد الحياة لطبيعتها بالقريب العاجل يا رب العالمين آمين. *** منذ أيام قليلة فقدنا شخصاً عزيزاً ينتمي إلى أسرة كريمة وفاضلة، كان رحمه الله طيب المعشر ويتحلى بخلق كريم، ورغم أنه تبوأ مناصب رفيعة بالدولة فإن ذلك لم يؤثر في تعامله مع الآخرين، إنه الفاضل المرحوم جاسم خالد داود المرزوق، كنت أزوره في ديوانهم العامر بالشامية، كان يستقبلني وكل ضيوفه بكل تواضع واحترام، وكان يعاتبني إذا تأخرت بضعة أيام، ويحرص أن أكون بالقرب منه في الديوانية، وأنا أكن له التقدير والمحبة والاحترام، أسأل العلي القدير أن يرحمه رحمة واسعة، ويسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وأهله الصبر والسلوان،"إنا لله وإنا إليه راجعون".