أول العمود:

Ad

ممثل البنك الدولي في الكويت غسان الخوجة يقول إنه لا توجد دولة أوقفت التعليم سبعة شهور إلا الكويت وأن هذا القرار غير مناسب.

***

فزعة الحكومة أعجبت منتقديها، والسبب تعاملها مع وباء كورونا الذي حفزها لمحاربة بعض مواطن الفساد، ورغم أن كورونا ليس مؤشراً جديا لحالة الأداء الرسمي اليوم لأنه وباء وسيزول حتماً مع اكتشاف المصل، فإن هناك ملاحظات على هذا الأداء أُجملها بالآتي:

أولاً: شيء مشجع أن نرى الوزراء في الميدان، فوجودهم مع القياديين في أماكن سلطاتهم جاءت بنتيجة أراحت سكان البلد، وطمأنتهم بأن هناك من يحمي أمنهم وصحتهم، وبالطبع هذا وضع فرضة الفيروس لا الإرادة السياسية، لذلك نتمنى أن يستمر هذا النهج وكأن كورونا موجود للأبد.

ثانياً: ثبت بالدليل أن محاربة الفساد كما يجري بشأن تُجار البشر ليس بالأمر الصعب، لسبب بسيط، وهو أن الرأي العام يشجع على حسم هذه التجارة القذرة التي تسببت في مأزق إجلاء المخالفين، وأثر سلباً في أداء وزارة الصحة.

ثالثاً: ثبت أيضاً أن نزول الوزير في جولات ميدانية يُحرج قيادييه ويجعلهم يعملون مثله في حال كانوا مقصرين أصلا.

رابعاً: كشف فيروس كورونا الوزراء المستعدين من غيرهم في موضوع المواجهة، ولنكن صرحاء بأن وزارة التربية استهانت في موضوع التعليم الإلكتروني طوال الـ١٥ سنة الماضية، وكانت النتيجة في مباغتة كورونا لها.

لقد مل الناس من استفتاح صباحاتهم بعناوين عريضة حول الاختلاسات والتزوير وفساد الأغذية وغيرها قبل كورونا، واليوم بتنا نقرأ عن إغلاق مستودعات دوائية وغذائية مخالفة بالجملة، وعن تشكيل لجنة أمنية وعدلية للتحقيق مع تُجار إقامات تم القبض عليهم.

الأجواء الحالية وحركة الوزراء النشطة ليست مريحة فقط للمواطن والمقيم في البلد، بل هي دواء تأخر لعقود من الزمن، وآن الآوان لتتطبب فيه الكويت وتزيل سمعة سيئة تراكمت عليها، وأحرجتها كدولة في ملفات كثيرة.

وللحكومة الحالية واللاحقة: ما لم تعملوا كما تعملون في جائحة كورونا فلن يغفر لكم الناس أخطاءكم وتغافلكم عن الفساد الذي تعرفون عنوانه، والأمر لا يتطلب سوى قليل من الخيال، وهو أن كورونا موجود للأبد.