«رسائل» أمنية متبادلة بين «حزب الله» وإسرائيل
خرق «غامض» للسياج الحدودي بعد «مسرحية» جديدة يابوس
يبدو أن حزب الله يمضي بخطى سريعة نحو إعادة وضع لبنان على خريطة ساحات النزاع الأميركي - الإيراني الى جانب العراق الذي ينفرد بهذه المهمة منذ مدة. ويواصل الحزب تبادل رسائل أمنية مع إسرائيل، وكان آخرها أحداث غامضة على الشريط الشائك بين لبنان وإسرائيل، يقول مراقبون إن مضمونها يتعلق بالصراع الإقليمي.
تستمر المناوشات و«الرسائل المتبادلة» بين اسرائيل و«حزب الله» في تطوّر خطير من شأنه ان يعيد رسم قواعد الاشتباك بين الطرفين.فبعد تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية بشكل مكثف الاسبوع الماضي مروراً بحادثة استهداف سيارة تابعة للحزب في «جديدة يابوس» الاربعاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء امس الاول، اكتشاف 3 نقاط تضرر فيها السياج الحدودي مع لبنان. وقامت القوات الإسرائيلية بإلقاء عدد من القنابل المضيئة فوق الأطراف الشرقية - الجنوبية لبلدة ميس الجبل، حيث مشطت اطراف البلدة ليعلن بعدها المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي افيخاي ادرعي أن «القوات الإسرائيلية المسؤولة عن السياج قامت باصلاح الأضرار بعد التأكد من عدم وجود أية خروقات أو أعمال تسلل إلى داخل إسرائيل».وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» الإسرائيلي أمير بوحبوط في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، إن «كلا من أمير برعام قائد المنطقة الشمالية، وشلومي بيندر قائد الفرقة 91 المسؤولة عن تأمين الحدود الشمالية، وقادة الألوية في المنطقة يجرون حالياً تحقيقات مكثفة حول الظروف التي مكّنت عناصر حزب الله من إحداث الثغرات في ثلاث مناطق مختلفة، وعودتها إلى عمق لبنان من دون أن تتعرض لأي أذى».
ولفت بوحبوط إلى أن «سيناريو الرعب الذي تفزع منه إسرائيل يتمثل في تمكن عناصر الحزب من التسلل إلى داخل إسرائيل، والسيطرة على مستوطنات تقع بالقرب من الحدود»، مشدداً على أن «هذه المخاوف ضاعفت الخطورة التي ينظر بها جيش الاحتلال إلى إحداث الثغرات في الجدار». ورجحت مصادر متابعة لـ«الجريدة»، أمس، ان «تكون عملية السياج الحدودي رسالة من حزب الله الى اسرائيل في سيناريو مشابه لما حصل من استهداف لسيارة تابعة للحزب في جديدة يابوس». لافتة إلى أن «ما حصل في جديدة يابوس هو مجرد رسالة ارادت اسرائيل ارسالها لتأكيد قدرتها على استهداف سيارة محددة في أي لحظة تريد، وتكون فيها عناصر حزبية او قيادية».وأشارت إلى أن «الرسالة الاسرائيلية المفترضة تضمنت ايضاً استعداد إسرائيل لكسر قواعد الاشتباك في ظل ازمة تفشي وباء كورونا».في موازاة ذلك، وفي وقت يسجل عدّاد «كورونا» استقراراً نسبياً، يبدو ان الواقع السياسي والاقتصادي ذاهب الى مزيد من التوتر خصوصا مع مواصلة الدولار ارتفاعه ليسجّل امس مستوى قياسياً جديدا تعدى الـ 3250 ليرة للدولار الواحد. وكشفت مصادر متابعة أن «مصرف لبنان سيبدأ في الايام المقبلة، ضخّ دولارات نقداً الى الصرافين الكبار بهدف خفض سعر صرف الدولار عندهم». ويتزامن تحليق الدولار مع الحرب التي اشتعلت بين الاطراف السياسية، على خلفية الهجوم الذي شنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، على القوى المعارضة قبل يومين. وقالت المصادر لـ«الجريدة»، أمس، ان «الحكومة بدأت تتلقى الضربات من رعاتها، بدليل أن رئيس مجلس النواب نبيه بري مارس القنص في اتجاه بعض الخيارات الحكومية كالكابيتال كونترول والهيركات، في وقت فجر رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية من دون مواربة حرب تناتش الحصص بين المكونات الحكومية لتنتهي بأعنف الردود التي أتت على لسان رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يوم الجمعة».ودخل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على خط السجال بعد عودته الى لبنان مساء امس الاول، وشنّ هجوما على النائب جميل السيد، كاشفا ان كتلة المستقبل تدرس طلب رفع الحصانة النيابية عن السيد تمهيدا لملاحقته أمام القضاء بعد إقراره بصورة مواربة بقبضه 27 مليون دولار أميركي ثمناً لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.