قبل 7 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، سعى الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى توجيه ضربه لمنافسه الديمقراطي، نائب رئيس الجمهورية السابق، جو بايدن، عبر انتقاد الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما.

وألمح ترامب، في مؤتمر بالبيت الأبيض، مساء أمس الأول، إلى مسؤولية أوباما عن دفع مبلغ 3.5 ملايين دولار لمعهد علم الفيروسات في ووهان الصينية عام 2015، بالتزامن مع جدل واسع حول المختبر والاتهامات التي طالته بأنه أصل فيروس «كورونا» ومنه تسلل الوباء إلى المدينة الصينية والعالم.

Ad

وقال ترمب، رداً على سؤال حول تمويل المعهد: «نحقق في تلك المسألة، وأتساءل: من كان رئيساً في تلك الفترة؟!».

وعبّر الرئيس الساعي إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية عن أمله أن يستأنف سريعاً حملته للانتخابات الرئاسية، التي توقفت جراء الوباء، قائلاً: «آمل أننا سنتمكن من عقد تجمعات انتخابية، هذا جيد جداً للبلاد، وهذا مهم جداً للسياسة. هذه طريقة رائعة لنشر رسالتنا».

كما عبّر عن إحباطه بسبب عدم تمكّنه من مغادرة واشنطن، بينما كان اعتاد سابقاً على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مارالاغو بفلوريدا. وقال: «أعتقد أنني موجود في البيت الأبيض منذ، لا أعرف، منذ شهور».

وكان الملياردير الجمهوري ضاعف التجمعات السياسية، وفي كل مرة كان يجمع حشداً كبيراً في بداية الحملة الانتخابية المخصصة لانتخابات 3 نوفمبر.

ويتهم ترامب باستغلال إحاطاته الصحافية شبه اليومية حول الفيروس المعروف بـ«كوفيد 19»، لمهاجمة خصومه بانتظام.

إلا أن الرد سرعان ما أتى من بايدن، المرشح الديمقراطي المدعوم من أوباما، معتبراً أن الأميركيين يدفعون ثمن تقاعس ترامب عن محاسبة الصين على جائحة «كورونا».

ونشر بايدن عبر «تويتر» فيديو يظهر أحد العاملين معه سابقاً تحت ظل إدارة أوباما، قائلاً: «الحقيقة المرة هي أن دونالد ترامب ترك أميركا مكشوفة ومعرضة للجائحة. لقد تجاهل تحذيرات خبراء الصحة ووكالات المخابرات، وبدلا من ذلك وضع ثقته في زعماء الصين».

وأضاف أن «ترامب أنهى تمويل برنامج تم إنشاؤه خلال إدارة أوباما وبايدن لرصد الأمراض المعدية الطارئة، وخفض عدد خبراء المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين بواقع الثلثين، وترك مكانا كان مخصصا لأميركي شاغرا داخل وكالة مكافحة الأمراض بالصين». وختم قائلاً: «والآن ندفع كلنا الثمن».

في السياق، كشفت مؤسسة «أميركان بريدج للقرن 21» السياسية الديمقراطية، النقاب عن الموجة الأولى من حملة إعلانات مناهضة لترامب تبلغ تكلفتها 15 مليون دولار، أمس الأول، في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

وانتقدت الإعلانات ترامب لتقديمه إمدادات طبية أميركية لمساعدة الصين، ولإشادته بالرئيس الصيني شي جين بينغ، لشفافيته في طريقة معالجة الفيروس، رغم التشكك الواسع النطاق في دقة حصيلة الوفيات التي ذكرتها بكين والتي تبلغ الآن نحو 4600 حالة بعد إجراء تعديل، أمس الأول، لإضافة نحو 1300 شخص إلى الحصيلة.

وذكرت الدعاية الديمقراطية أن ترامب قوّض المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وسمح بالانتشار السريع للفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في الصين، لكنه أودى الآن بحياة أكثر من 35 ألف شخص في الولايات المتحدة، أكثر من أي دولة أخرى. ورأت أن «ترامب وثق بالصين وأرسل للصين إمداداتنا، والآن ينظر إلى الفوضى التي نحن فيها».