في ظل غيابها عن اتفاقات رسمت خريطة السيطرة العسكرية في سورية بين روسيا وتركيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، أن إيران أصبحت دولة مختلفة منذ انتخابه، ولا تسعى إلا للبقاء، مجددا اتهامه لها بأنها مركز الإرهاب، وأنها تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط.

وقال ترامب، في مؤتمره الصحافي اليومي بالبيت الأبيض، «عندما دخلت البيت الأبيض، كانت إيران مركز الإرهاب، وفي الأسبوع الأول، سألت عن إيران وقيل لي إن لدينا 18 نقطة رئيسية للصراع معها، أي في اليمن وسورية والعراق. وكانت في كل مكان في العراق».

Ad

وأضاف ترامب: «كانت إيران تهيمن على الشرق الأوسط بأكمله، لكنّهم يحاولون الآن البقاء على قيد الحياة فقط، وهم يواجهون احتجاجات شعبية كل أسبوع، والآن أصبحت دولة مختلفة، لقد انسحبت من الاتفاق الكارثي (النووي). وطالبت بإجراء محادثات، حتى انتهك (وزير الخارجية الأسبق جون) كيري قانون لوغان»، الذي تم اعتماده عام 1799 ويحظر على الأميركيين غير المخولين بالتفاوض رسمياً مع الدول الأجنبية المخالفة لسياسات الولايات المتحدة.

وأكد ترامب أن جون كيري، الذي اتهمه في مايو الماضي بأنه «أجرى اتصالات كثيرة مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية وأخبرهم بعدم الاتصال»، توصل إلى اتفاق مع إيران ولا يريد غيره، ومن دونه كانت حكومته ستتوصل إلى اتفاق جديد معها.

حظر الأسلحة

وفي حين جدّد ترامب استعداده لمساعدة إيران لمواجهة تفشي فيروس كورونا بمعدات مثل أجهزة التنفس، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجلس الأمن، أمس الأول، إلى تمديد حظر توريد الأسلحة إليها.

وكتب بومبيو، في تغريدة على حسابه بـ «تويتر»: «ينتهي حظر الأسلحة المفروض على إيران، أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، بعد 6 أشهر من اليوم». وأضاف، بحسب وكالة بلومبرغ، «يتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يمدد هذا الحظر قبل أن يتفاقم العنف في إيران ويبدأون (الإيرانيون) سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط، الوقت يمضي بسرعة».

وهددت القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني بأنها سترد ردا حاسما على أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة في الخليج.

وقالت بحرية «الحرس»، في بيان أمس، «ننصح الأميركيين باتباع القواعد الدولية وبروتوكولات البحرية في الخليج الفارسي وخليج عمان والإحجام عن أي مخاطرة أو قصص مختلقة وزائفة».

وأضاف البيان: «يجب أن يتأكدوا أن بحرية الحرس والقوات المسلحة القوية للجمهورية الإسلامية تعتبر التصرفات الخطيرة من الأجانب في المنطقة تهديدا للأمن القومي، وهو خط أحمر، وأي خطأ في الحسابات من جانبهم سيلقى ردا حاسما».

وجاء البيان بعد إعلان الجيش الأميركي الأربعاء الماضي أن 11 قطعة بحرية تابعة لبحرية «الحرس» اقتربت بشكل خطير من سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل الأميركيين في الخليج، ووصف الأمر بأنه «خطير واستفزازي».

حشد أميركي

في هذه الأثناء، أعلنت وكالة الأنباء السورية قيام الجيش الأميركي بإدخال 35 شاحنة محملة بصفائح أسمنتية ومعدات لوجستية من العراق لمدينة القامشلي.

وأوضحت الوكالة أن «قافلة تعزيزات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركي مؤلفة من 35 آلية دخلت يوم السبت عبر معبر الوليد غير الشرعي في ريف اليعربية شمال شرق محافظة الحسكة قادمة من الأراضي العراقية محملة بصفائح أسمنتية ومعدات لوجستية وتوجّهت من اليعربية باتجاه مدينة القامشلي للوصول إلى المراكز غير الشرعية لقوات الاحتلال الأميركية في المنطقة».

وأدخل الجيش الأميركي في الرابع عشر من الشهر الجاري 40 آلية عبر معبر الوليد في ريف اليعربية قادمة من الأراضي العراقية محملة بمواد وتعزيزات عسكرية ولوجستية وسيارات همر إلى قواعدها في القامشلي.

في المقابل، يبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم.

وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان أمس، أن ظريف سيبحث العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية، وكذلك آخر التطورات السياسية والميدانية لمحاربة الإرهاب في سورية.

وتلفّ الضبابية دور إيران في ملف إدلب، ففي حين غابت عن اتفاقات رسمت شكل خريطة السيطرة العسكرية بالمحافظة، تعد ميلشياتها رأس حربة في كل هجوم يستهدف مناطق المعارضة إلى جانب الجيش السوري.

وصارت محادثات روسيا وتركيا تشهد العديد من المفاوضات العسكرية والأمنية الدقيقة في سورية، مما أسهم في تغيّر تموضع إيران في مسار المحادثات.

وغابت إيران عن أهم اتفاقين في شمال سورية، الأول بمدينة سوتشي في سبتمبر 2018، بين روسيا وتركيا، ونص على بنود أبرزها وقف إطلاق النار وتسيير دوريات وإنشاء نقاط مراقبة ومنطقة منزوعة السلاح، والاتفاق الثاني المماثل الموقّع في موسكو خلال 5 مارس الماضي، بغياب تام للساسة الإيرانيين.