رياح وأوتاد: هل نقتدي بتميم أم بالخواجة القديم؟
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وفي حين جاء خبر تميم الداري من البحر، جاء خبر كورونا من الصين، فأظهر للعيان واقعاً من الحقائق والأخبار الصحيحة المؤلمة، فانخفضت الإيرادات أكثر فأكثر حتى أصبح الوضع يهدد المعيشة اليومية للمواطنين، فطفق الجميع بعدما تبينت لهم الحقيقة الآن يبحثون عن الحلول التي تُخرج الميزانية من عجزها، ولكن هل سيسلم من كان ينكر حقيقة الوضع المالي والاقتصادي بخطئه ويعترف بوجود ما فيهما من اختلالات هيكلية، ويبدأ بالإصلاح، أم سيعود إلى ما كان فيه قبل الأزمة من هدر وصرف وإعراض عن الإصلاح؟ ذكرني البحث الذي يقوم به بعض الإخوة النواب الآن عن مصادر مالية لسد عجز الميزانية من أرباح مؤسسة البترول وصندوق التنمية وإدارة الجمارك واحتياطي الأجيال بالمثل المصري القديم الذي يقول: "الخواجة لما يفلس يدور في دفاتره القديمة".إن الإيمان والتصرف المطلوب بعد أن بينت أزمة كورونا وأزمة النفط الحقائق وشاهدها الجميع بأم عينهم هو التصديق أولاً بحقيقة الاختلالات الموجودة، ثم المسارعة إلى تبني إصلاحات جذرية لتعديل هذه الاختلالات الهيكلية الخطيرة في الميزانية، مثل ضغط المصروفات، وتنويع مصادر الدخل، لا مجرد الأخذ من إيرادات الهيئات المستقلة التي لن تكفي إلا سنة واحدة أو اثنتين، مع أن مشاركة هذه الجهات مطلوبة إلى درجة معينة، بحيث لا تتعارض مع مشاريعها وبرامجها.على كل حال ستبين لنا الوقائع والأحداث في المستقبل القريب الإجابة عن السؤال المهم وهو: هل ستقوم الحكومة وسيقوم المجلس بالسير على منهج تميم الداري الذي عرف الحق وقام بإصلاح طريقه؟ أم سيسيرون على خطى الخواجة الذي لا يزال يبحث في دفاتره القديمة؟