ما بعد عودة المواطنين

نشر في 21-04-2020
آخر تحديث 21-04-2020 | 00:09
"كوفيد-19" أثبت خطورته وشراسته وسرعة انتشاره وتسببه في ضعف وانهيار الكثير من المنظومات الصحية لدول تسبقنا كثيراً في هذا المضمار، لذلك موضوع الحجر الكلي إن صدر فهو قرار لا محيص عنه، إن أردنا الخروج من توابع تفشي الوباء خلال الفترة القادمة.
 أ. د. فيصل الشريفي عمل استثنائي غير مسبوق في تاريخ الكويت، تقوم به الحكومة من أجل تأمين عودة عشرات الآلاف من المواطنين في الخارج إلى أرض الوطن، مما يدل على أن دولة الكويت لم تتخلَّ عن مواطنيها في هذه الظروف التي يمر بها العالم.

جهود ضخمة بذلتها حكومة الكويت بمهنية عالية وتحضيرات ميدانية سبقت عودتهم في الداخل والخارج، كانت بتوجيه مباشر من والد الجميع "أمير الإنسانية" سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، لحرصه على احتضان أبنائه على أرض الوطن.

هذا الحرص وهذه التحضيرات يتطلبان التزاماً مجتمعياً يتناسب وتعليمات السلطات الصحية بأخذها على محمل الجد، والتأكيد على مغبة عدم الالتزام بالتعليمات الصحية التي مازالت نتائجها حاضرة بلغة الأرقام والبيانات، التي يعلنها المتحدث الرسمي لوزارة الصحة عن حالات المخالطين، والحالات التي تحت التقصي الوبائي.

لا نريد تكرار الأخطاء السابقة التي ارتكبتها الحكومة والمواطنون والمقيمون في فترة الأعياد الوطنية، وعند تمديد الإجازة أسبوعين، وما تبعها من عدم انضباط من قبل البعض، ومن ثم سماح الحكومة لآلاف الوافدين بالعودة إلى الكويت دون إجراء الفحوص الطبية الضرورية، والتي كان بالإمكان تلافيها، مما أرهق الجسم الطبي.

"كوفيد-19" أثبت خطورته وشراسته وسرعة انتشاره وتسببه في ضعف وانهيار الكثير من المنظومات الصحية لدول تسبقنا كثيراً في هذا المضمار، لذلك موضوع الحجر الكلي إن صدر فهو قرار لا محيص عنه، إن أردنا الخروج من توابع تفشي الوباء خلال الفترة القادمة، مشروطاً بالالتزام والتعاون الكامل من قبل المواطنين.

الحقيقة التي علينا أن نفهمها أن الحكومة الكويتية عملت الكثير مقابل تأمين الوضع الصحي والمعيشي للمواطنين والمقيمين على حد سواء بعملها على تجهيز المستشفيات والمحاجر الصحية بأعلى مستوى، وتوفيرها للمخزون الغذائي والدوائي حتى وصلت الحال إلى أن الأسر الكويتية قد تكون الوحيدة في العالم التي تمتلك محزوناً غذائياً يكفيها أشهراً، ناهيك عما هو متوافر في الأسواق المركزية والجمعيات التعاونية، وما هو تحت يد الدولة.

"نريدها صفراً" حملة وطنية، لنرد التحية إلى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، أطال الله في عمره، وإلى حكومة الكويت على ما قاما به من عمل غير مسبوق من خلال التزامنا بتطبيق تعليمات وزارة الصحة والحجر المنزلي وتطبيق "شلونك" للمواطنين العائدين من الخارج لمساعدة وزارة الصحة على أداء مهمتها في هذه الظروف الصعبة على أكمل وجه.

اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، اللهم أنت اللطيف في عبادك فاعفُ عنا إنك أرحم الراحمين.

ودمتم سالمين.

back to top