أكدت رئيسة مبادرة "أصدقاء المكتبة" الكاتبة أمل الرندي أنه في خضم ما نعيشه حالياً من أجواء لا يجوز الاستسلام، وقالت عن الوضع الحالي ومشروعها الأدبي "بشكل عام، الأجواء هذه الأيام كلها توتر وخوف وقلق، ومع كل الجهود التي تبذلها الحكومة لاجتياز هذا الوباء بسلام، تبقى الحياة العامة والمشاريع تقريباً متوقفة ومجمدة! لكن، في مثل هذه الظروف الصعبة والخوف الكبير لا يجوز أن نستسلم أو نهزم، بل علينا أن نواجه الخطر بالأمل والتفاؤل والجمال والرياضة والقراءة واستمرار الإبداع". وأضافت الرندي أنها، من منطلق أنه لابد من إضاءة شمعة لتبديد الظلام، بدأت تحضير كتاب خاص بـ"مبادرة أصدقاء المكتبة"، التي انطلقت في عامها الثاني برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتعاون مع مكتبة "ذات السلاسل" ومدرسة "البيان ثنائية اللغة" وكوكبة من كتّاب أدب الطفل في الكويت والوطن العربي.
وبينت الهدف من الكتاب فقالت: "رصد كل الأنشطة التي قُدمت خلال عام دراسي كامل تقريبا. لابد من كسر ضجر الحجز في المنزل بعمل يشعرنا بأننا ننتج وسط مساحة البطالة الواسعة من حولنا. وقد أسعدتني مبادرة الزميل الكاتب الشيخ محمد الصباح بنشر قصص توعوية "إلكترونية" للأطفال عن فيروس الكورونا باللغة العربية والإنكليزية".وعن سبب أن شخصيات الكرتون العربية لا تبدو مؤثرة، بالمقارنة بالشخصيات الغربية قالت الرندي: "طبعاً يعود ذلك لقوة الإعلان لدى مؤسسات كبيرة مثل (ديزني لاند)، وقدرة الإنتاج العالية لديها، وسبقها التاريخي على مستوى الحداثة. لكن العرب ابتكروا شخصيات كرتونية عديدة لاقت رواجاً، لأنها تنطلق من واقع الأطفال وحياتهم، مثل الكابتن ماجد، وبكار، وعدنان ولينا، والمحقق كونان، وسواها الكثير. وهذه التجربة الكرتونية الحديثة تحتاج إلى وقت لتدخل في المنافسة الطبيعية مع الغرب". وتحدثت عن مميزات قصص الأطفال بشكل عام: "لأدب الطفل مميزات كثيرة، أهمها الخيال الذي يوسع آفاق تفكير الطفل، والمعلومات العلمية المفيدة التي تثري مداركه، واللغة السهلة الممتعة التي تقوي سليقته وطلاقته في القراءة والكتابة". أما عن المواضيع التي تعالجها في كتابتها للطفل فأجابت: "لكل قصة هدف أسعى لتحقيقه، ومشكلة تربوية أو أخلاقية أريد أن اتناولها، فقد تطرقت إلى مواضيع لامست واقع الطفل ومجتمعه مثل قصة (أجمل عقاب)، التي تعالج قيمة التسامح في المجتمع، وقد فزت بها بجائزة الشيخ راشد بن حميد (الامارات)، ومجموعة (حدائق العسل) التي تناولت فيها إبداع ذوي الاحتياجات الخاصة، وقصص أخرى عن الرفق بالطيور، وحقوق الطفل، وقيمة التعاون والمثابرة، وغيرها الكثير من القصص التي أهدف فيها إلى تعزيز القيم الأخلاقية".
أدب الطفل في الكويت
وعن تقييمها الشخصي لأدب الطفل في الكويت، قالت: "قطعت الكويت شوطا كبيرا في أدب الطفل، فهي رائدة في منطقة الخليج العربي في هذا المجال، وذلك بجهود من آمنوا بأهمية هذا الآدب وجسدوه في أشكاله المختلفة، وقد بدأت رائدة مسرح الطفل السيدة الرائعة عواطف البدر بتأسيس أول فرقة مسرحية عام 1976، وأنتجت عشر مسرحيات ناقشت من خلالها قضايا تربوية وتعليمية وسلوكية، كما كان لصحافة الطفل أيضا في الكويت دور بارز، لا في الكويت فقط، بل على مستوى الوطن العربي من خلال 24 مجلة للأطفال". وتابعت: "غير أن قصص الأطفال كان لها أيضاً نصيب من اهتمام الكتّاب، الذين قام العديد منهم بإصدار القصص من خلال دور نشر هم أنشأوها، وهذا ما بدأته الكاتبة لطيفة بطي، وتبعها آخرون، لحرصهم على إصدار قصصهم بالشكل اللائق، وهناك جهود فردية كبيرة تبدع هذا الأدب، وأسماء مميزة نال معظمها جوائز محلية وعربية، مثل الدكتورة كافية رمضان، وأمل الغانم، وبدور العيسى، وعلاء الجابر، وهدى الشوا وغيرهم الكثير".وأشادت الرندي بموقع المرأة في أدب الطفل، وقالت: "رغم أن بدايات أدب الطفل العربي كانت ذكرية، مع الشاعر الكبير أحمد شوقي وكامل الكيلاني، إلا أن دور المرأة بعد ذلك كان كبيراً وهاماً، ويزداد يوماً بعد يوم، ولا شك في أن عدد كاتبات أدب الطفل بات أكبر بكثير من الكتاب الذكور، وهذه الغلبة موجودة في الكويت أيضاً، كما أن هناك مؤسسات تدعم دور المرأة المبدعة تحديداً، مثل تخصيص جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، في مجال أدب الطفل، وقد فازت الكويت بهذه الجائزة، وكان لي شرف نيلها مع الصديقة المبدعة فاطمة شعبان".