تراجع سعر برميل النفط الأميركي، أمس، إلى أدنى مستوياته منذ 22 عاما ليصبح 11 دولاراً فقط، بعدما هوت الأسعار بنسبة 40 في المئة تقريباً في سوق أغرقها الخام وتأثرت بغياب الطلب في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتراجع سعر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم مايو إلى 11.04 دولاراً، في أدنى سعر له منذ عام 1999.

Ad

لكن التراجع الكبير في أسعار الخام يعود كذلك إلى أسباب تقنية تتعلّق باقتراب انقضاء مهلة عقد مايو، أمس، وتراجع عقد يونيو بنسبة 11.9 في المئة إلى 22.06 دولاراً.

وقال المحلل لدى "ريستاد للطاقة" بيورنار تونهوغن، إن "مشكلة غياب التوازن بين العرض والطلب عالمياً بدأت تتجسّد في الأسعار".

وأضاف "مع تواصل الإنتاج كالمعتاد نسبياً، يمتلئ المخزون أكثر فأكثر كل يوم، يستخدم العالم النفط بشكل أقل وبات المنتجون يشعرون الآن كيف يتمثل ذلك من خلال الأسعار".

أما برميل برنت بحر الشمال المرجعي الأوروبي تسليم يونيو فتراجع 6.1 في المئة ليبلغ سعره 26.38 دولاراً. ولم تفلح المؤشرات الى أن فيروس كورونا بلغ ذروته على ما يبدو في أوروبا والولايات المتحدة في رفع الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية عموماً.

وبدلاً من ذلك، يزداد قلق المتعاملين من احتمال بلوغ منشآت تخزين النفط الحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية، مع تكدّس المخزون نظراً إلى انهيار الطلب الناجم عن تفشي وباء كوفيد- 19.

وقال محللون، إن الاتفاق الذي أبرم هذا الشهر بين منظمة أوبك وشركائها لخفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يومياً لا يؤثر بشكل كبير لأن تدابير الإغلاق الشامل التي فرضت والقيود على السفر أجبرت مليارات الناس حول العالم على التزام منازلهم.

ولعل خام غرب تكساس الوسيط كان الأكثر تأثّراً مع امتلاء منشآت تخزينه الرئيسية في كاشينغ بأوكلاهوما، بينما أشار المحلل لدى منظّمة "ترافيكتا" للاستشارات سوكريت فيجاياكار إلى أن منشآت التكرير لا تعالج الخام بالسرعة الكافية.