أزمنةٌ مشابهة لزمن «كورونا»!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
• وكانت هناك اجتهادات لعلماء يبذلون جهداً للتصدي لهذه الأمراض بعمل خلطات كيماوية يُجرون بها تجاربهم على الحيوانات، ثم يعالجون بها البشر... وكان في ألمانيا عدد من المعامل اشتهر منها معمل الدكتور كوخ، الذي حضر إليه طبيب من اليابان ليحصل منه على تركيبة كيماوية توقف جرثومة الزهري، التي انطلقت تفتك باليابانيين فتكاً مريعاً، فانتشر بينهم العمى والصمم والجنون بسبب الآلام المبرحة... فقال له:- إذا طال بي الأجل فسأجعل همي كله اكتشاف جرثومة الزهري وطريقة القضاء عليها، لكنني الآن أعكف على ميكروب الدفتيريا.= ولكن يا دكتور، إن نسبة وفيات الدفتيريا لا تُقاس بنسبة وفيات الزهري، فلمَ لا تعطي جهدك لجرثومة الزهري؟- صدقت يا دكتور كيتاسوتو، ولكنني قطعت شوطاً مع ميكروب الدفتيريا.= دكتور كوخ، لقد جئت من اليابان طمعاً في الحصول على إرشاداتك للقضاء على الزهري الذي يفتك باليابان. - ستجد حلاً لجرثومة الزهري إذا ذهبت إلى فرانكفورت، فهناك ستجد مواطنك دكتور سي هاتا يملك معملاً ويعمل به مع زوجته الألمانية.***• وقد رحّب الدكتور سي هاتا بمواطنه كيتاسوتو، وبدأ الاثنان يبحثان عن أسباب استفحال جرثومة الزهري، فأمسكا بأول الخيط، حيث تبين لهما أن الميكروبات الحلزونية هي المدخل لهذه الجرثومة الخبيثة... وبعد التوصل لهذا التشخيص قاما بإجراء تجاربهما على الفئران، بحقنها بمستحلب الميكروبات الحلزونية، وحدّدا كميات من جرعات سائل الميثيلين الأزرق فلم يحقق النتيجة المرجوة منه، فلجآ إلى عقار الأوتوكسيل الذي يحتوي على نسبة من الزرنيخ... وبعد عدة تجارب بهذا العقار حصلا على نتيجة مبهرة، حيث شُفي الفأر تماماً واختفت منه القروح.***• ونجح العقار، الذي أطلقوا عليه 606، في القضاء على "الزهري" في الحيوانات أولاً، ثم أُعطي للبشر بجرعاتٍ حققت نتائج إيجابية غير متوقعة.***أُجريت دراسات على ما قام به هذان العالمان ثبت فيها الأساس الذي قضى على "الزهري" نهائياً.***• كان هذا منذ قرون لم يكن فيها العلم بالتقدم الذي ظهر فيه فيروس كورونا... ولم يزل سكان هذا الكوكب ينتظرون ما سيقوله علماء اليوم.