• تخوض أجهزة الدولة اليوم سباق القدرة والتحدي في مواجهة ذلك الوباء الذي عصف بالعالم أجمع والذي ابتدأ من الصين زاحفا إلى الدول الصناعية الكبرى، كاشفاً ضعف خطط احتواء الأوبئة، تاركاً الدول النامية في مواجهة أمواج عاتية من تداعيات كورونا، بالإضافة إلى انهيار صروح اقتصادية حولها. والمقصود بتداعيات كورونا تلك العقبات التي واجهتها الدول فوضعتها أمام الأمر الواقع، وليست الكويت في منأى عن تلك الآثار، فواجهت الحكومة "حكومة التحدي والقدرة" تحديات عدة، منها اختيار الفريق المناسب لإدارة الأزمة على مستوى الوزراء والإدارة الوسطى، فانطلقت الجهود الصحية والأمنية معا لتطويق انتشار المرض، رافقتها جهود وزارة الخارجية محليا ودوليا في مد أواصر التعاون لاحتواء أزمة العمالة وتيسير عودة الكويتيين من الخارج، ودفعت الأزمة بأمور عديدة عانت من تردد الحكومة في اتخاذ القرار، ومنها الولوج إلى التكنولوجيا في العملية التعليمية، واسترجاع بعض الأراضي الزراعية الشاسعة التي لم يتم استغلالها بالإنتاج الزراعي، والاعتراف بوجود عمالة جاهلة خاضعه لفساد إداري عابر للحدود، فما سر ذلك الإنجاز الذي تأصل في النهج الحكومي؟ وهل سيستمر بعد الانتهاء من أزمة كورونا؟
• هناك تجارب ناجحة لدول واجهت فيروس كورونا، واستطاعت احتواءه بنمط جيد لنقتدي بها، ومنها كوريا الجنوبية على سبيل المثال، التي اختارت استراتيجية الفحص الشامل الذي أدى إلى تصاعد في أرقام حالات كورونا بعد اكتشافها، وتناقص في حالات الوفيات بسبب تكثيف العلاج، وقد اختارت ألمانيا أن تحذو حذو كوريا، بالإضافة إلى دولة الإمارات التي انتهجت نهج المسوحات الشاملة النشطة داخل الأحياء السكنية رغبة في فحص السكان والكشف من السيارات أيضا، الأمر الذي أدى إلى زيادة في عدد الإصابات التي لا تتطلب المكوث بالمستشفيات، وبالتالي تدارك الأمر مبكراً، فهل ستتخذ الكويت مسار المسح الشامل؟ وهل سنرى عيادات متنقلة تقدم خدمات الفحص لجميع المناطق؟ وللحديث بقية.• كلمة أخيرة: بعد مرافقتي للمرحوم الدكتور شملان العيسى في عمله في قسم السياسة منذ التسعينيات ورئاسته لمركز الدراسات الاستراتيجية أجد صعوبة وألماً في اختيار الكلمات المناسبة، عشرون عاما من الشغب والنقاش والفكر... رحمك الله يا أبا إياد.
مقالات
الكويت وسباق القدرة والتحدي
22-04-2020