أنهى اتفاق بين رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، لتشكيل حكومة وحدة بينهما، 16 شهرا من الشلل السياسي، بعد إجراء 3 انتخابات تشريعية غير حاسمة.

وينص اتفاق تشكيل الحكومة، التي أطلق عليها "حكومة طوارئ"، على أن يبدأ نتنياهو برئاسة الوزراء، ويخلفه غانتس بعد عام ونصف العام، وأن يكون بإمكان الأول ابتداء من 1 يوليو المقبل أن "يأتي بالتفاهم الذي سيتم إنجازه مع الولايات المتحدة" حول خطة السلام المعروفة بـ"صفقة القرن" بشأن فرض السيادة على غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة للمناقشة في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) والحكومة، ثم المصادقة عليه.

Ad

ومثَّل الاتفاق انتصارا لنتنياهو، الذي ضغط للبدء بالضم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، رغم مطالبة غانتس تأجيل الخطوة المثيرة إلى ما بعد الانتهاء من مواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا.

في المقابل، قال زعيم "القائمة المشتركة" لـ"عرب 48" النائب بالكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، إن "غانتس وحزبه أقرا اقتراح ضم الأراضي المحتلة لسيادة إسرائيل دون قيد أو شرط".

وأضاف، في بيان، أن القائمة المشتركة، التي تضم تحالفاً من 4 أحزاب عربية لديها 15 مقعداً بالكنيست من أصل 120، "ستكون معارضة قوية لحكومة نتنياهو ــ غانتس ولسياسات الضم والعنصرية".

ضم الضفة

بدورها، رأت حركة "السلام الآن"، اليسارية الإسرائيلية، أنه بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن الضم في الضفة الغربية وجد طريقه إلى "الأولوية القصوى"، محذرة من أن الخطوة لن تأتي في سياق المفاوضات وتبادل متفق عليه للأراضي، لكن من جانب واحد". وتابعت: "لم يختر الجمهور أن تسير إسرائيل في هذا المسار المتطرف؛ معظمهم لا يريد الضم، والقيادة الأمنية تحذر من آثاره" من توقع اندلاع اضطرابات بالمناطق الفلسطينية.

في هذه الأثناء، تقدمت منظمة غير حكومية بالتماس إلى محكمة العدل العليا للمطالبة بمنع نتنياهو من قيادة الحكومة، بسبب اتهامات الفساد الموجهة له في القضايا المؤجلة إلى 24 مايو المقبل، بسبب التدابير الاحترازية ضد "كورونا".

ويواجه نتنياهو اتهامات بتقاضي رشى والاحتيال وخيانة الثقة، بقيامه بتقديم امتيازات مقابل تغطية صحافية إيجابية لمصلحته، وكذلك تقديم امتيازات لرجال أعمال أثرياء مقابل الحصول على هدايا باهظة الثمن.

برامج عنصرية

ولاقى الإعلان الإسرائيلي، بتشكيل حكومة وحدة بين "الليكود" و"أبيض أزرق"، انتقادات ورفضا فلسطينيا للحكومة وبنود "برامجها العنصرية".

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريح مقتضب عبر "فيسبوك"، أن "تشكيل حكومة إسرائيلية تتوافق على مبدأ ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية يعني إنهاء حل الدولتين وشرذمة حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدَّراته التي يقرها القانون والقرارات الدولية".

وأكد اشتية تأييد أي خطوة يتخذها الرئيس محمود عباس لمواجهة "الإعلان الإسرائيلي المتوقع عن الضم"، محذراً من أن الخطوة "ستجر إلى مسار جديد من الصراع مع الاحتلال".

من جهته، وصف الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، "حكومة الطوارئ" الإسرائيلية بأنها "حكومة احتلال وضم وتهويد تنتهج التمييز العنصري، وتخطط لتنفيذ تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني".

وقال البرغوثي: "تثبت ما قلناه مرارا وتكرارا، بأن نتنياهو وغانتس وجهان لعملة احتلال وتمييز عنصري واحدة، ويجدر بكل من بنى أوهاما على غانتس وحزبه أو على أي حزب صهيوني أن يراجع حساباته مرة وإلى الأبد".

جدير بالذكر، أن خطة السلام الأميركية تأخر تنفيذها بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عنها نهاية يناير الماضي، بانتظار تشكيل حكومة إسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، عملت لجنة أميركية ــ إسرائيلية مشتركة على رسم خرائط الضم، لتتوافق مع الخريطة التي أعلنها ترامب عند طرح خطته.

وأعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة، أن الضم سيشمل غور الأردن وشمال البحر الميت، وجميع المستوطنات في الضفة الغربية، وأراضي فلسطينية شاسعة في محيطها.

وكان الفلسطينيون أعلنوا رفضهم للضم، ولوَّحوا بالتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، في حال نفذت الضم على الأرض.

وتشير تقديرات إلى أن الضم الإسرائيلي سيصل إلى أكثر من 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

إلى ذلك، دوَّت صافرات الإنذار في أنحاء إسرائيل، إحياء لذكرى الستة ملايين يهودي ضحايا "المحرقة النازية"، المعروفة بـ"الهولوكوست"، أمس.

وفي حادث لافت، تعرضت ندوة نظمتها السفارة الإسرائيلية في برلين عبر الفيديو بمناسبة "الهولوكوست" مع أحد الناجين للتشويش أمس الأول.

وكتب السفير الإسرائيلي في برلين، جيريمي يسخاروف، على "تويتر"، إن "النشطاء المناهضين لإسرائيل" قطعوا محاضرة مُبثة من إسرائيل للناجي تسفي هيرشل، وبثوا صورا للزعيم النازي أدولف هتلر ورددوا شعارات معادية للسامية.

ووفقاً لوزارة المالية الإسرائيلية، فإنه بعد مرور 75 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، لا يزال هناك نحو 189 ألفا و500 من الناجين من المحرقة على قيد الحياة في إسرائيل، وأن نحو 70 في المئة منهم فوق عُمر الـ80 عاما.