الشارع اللبناني يحاصر النواب
العفو مادة للسجال... والحريري يتهم باسيل بـ «التطييف»
رغم قرار التعبئة العامة بسبب فيروس "كورونا" في لبنان، عاد نبض الشارع مجددا ليحاصر الجلسة التشريعية التي عقدت امس في قصر "الاونيسكو". وتجمع المحتجون في عدد من المناطق اللبنانية، وانطلقوا بمسيرات سيارة نحو مكان انعقاد الجلسة رفضا للاوضاع الاقتصادية وارتفاع الاسعار. والتزم المحتجون شروط التعبئة العامة مستخدمين السيارات التي تحمل رقما مزدوجا مع وجود شخصين في السيارة، وكذلك الاجراءات الوقائية الصحية لناحية الالتزام بالمسافة الآمنة ووضع الكمامات والقفازات. وكان لافتا مشاركة معظم المناطق في المسيرات من صور الى طرابلس مرورا بالنبطية وصيدا والشوف وبيروت. وأكد المحتجون ان "الثورة مستمرة" مطالبين "بالعدالة الاجتماعية وبدولة القانون والمؤسسات واستقلال القضاء ومحاسبة الفاسدين".
وانطلقت جلسة امس برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري لدرس وإقرار المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، وأبرزها العفو العام وتشريع زراعة القنب لاغراض طبية. ومع بدء الجلسة، اعترض عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل على الظهور المسلح لعناصر مدنية، قائلا: "المشهد لدى وصولنا الى الأونيسكو كان مرعباً، رأينا مدنيين وغير مدنيين مدججين بالسلاح، وشعرنا أننا ندخل إلى مركز ميليشيا لا الى جلسة مجلس نواب"، وردّ الرئيس بري بحدّة قائلا: "هؤلاء قوى أمن داخلي في الخارج وشرطة مجلس النواب في الداخل". وتدخل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل قائلا: "تأكدنا أن العناصر الموجودة في الخارج ليست عناصر أمن بل عناصر حزبية مسلحة، ومنطق الدولة والدستور لا يسمح لنا كأبناء دولة بأن نمر امام مسلحين". فردّ بري مجدداً: "هؤلاء قوى أمن يا شيخ سامي". واعترض أيضا سامي الجميل على عدم اتخاذ الاجراءات الوقائية الكافية من فيروس "كورونا"، قائلا: "الميكرو الذي ينقل من نائب الى آخر كفيل وحده بنقل العدوى، وتلاميذ تعليم متوسط يدرسون اليوم عبر الإنترنت، فلماذا لم تقم هذه الجلسة إلكترونياً؟".وكان نجم الجلسة أمس قانون العفو العام الدي يدمج بين اقتراحين واحد مقدّم من كتلة "المستقبل" النيابية وآخر من النائبين ميشال موسى وياسين جابر باسم كتلة "التنمية والتحرير"، ويأتي نتيجة توافق مختلف القوى السياسية، إلا ان كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل نسف التوافق بعد كلامه عن "قوانين العفو الملغومة". واستدعى كلام باسيل ردا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي غرد امس قائلا: "منذ اللحظة الاولى كنا واضحين بإصدار قانون عفو يستثني كل من على يده دماء. أما وقوف البعض ضده اليوم طمعا بتطييف المسألة أو ظنا أنه سيستعيد شعبية خسرها في طائفته وجميع الطوائف، فهو موقف غير أخلاقي وغير إنساني وسيرتد على أصحابه".