سابقة في البرلمان البريطاني... جلسات نصف إلكترونية
بعد إجازة أطول مما كانت متوقعة، استأنف البرلمان البريطاني أمس أنشطته مع مشاركة عدد من نوابه عبر خدمة الفيديو على الانترنت في سابقة من نوعها، في سياق من الانتقادات المتزايدة لطريقة إدارة الحكومة لأزمة الوباء العالمي.ويعود النواب إلى عملهم في وضع مختلف جذرياً عما كان عليه في 25 مارس، اليوم الذي اجتمعوا فيه للمرة الأخيرة قبل عطلة الفصح التي تمّ تمديدها بسبب تفشي فيروس كورونا المستجدّ.ومذاك، لايزال رئيس الوزراء بوريس جونسون يتعافى من إصابته بالمرض، وقد حلّ محلّه وزير الخارجية دومينيك راب، في حين انتخب حزب العمال المعارض زعيماً جديداً له هو الوسطي كير ستارمر.
وارتفعت حصيلة الوباء من أقلّ من 500 وفاة إلى أكثر من 16 ألفاً، من دون احتساب الوفيات في دور العجزة. وفيما يخصّ العزل، الذي فُرض مؤخراً، فقد تمّ تمديده الخميس لثلاثة أسابيع من دون تخفيف الاجراءات قريباً. وتوجه الصحافة انتقادات لاذعة أكثر فأكثر لمماطلة السلطة بشأن الاستراتيجية التي يجب تبنيها وصعوبة الوفاء بوعودها المتعلقة بأعداد الفحوص ومعدات الوقاية، مما يعني ان امام مجلس العموم كثيرا من المواضيع للمناقشة.وتفرض اجراءات التباعد الاجتماعي عبر ترك مسافة مترين بين شخص وآخر، ما يعني أنه سيكون متاحاً لخمسين من أعضاء مجلس العموم الـ650 الحضور إلى القاعة.ودعت رئاسة المجلس الأعضاء الى التواصل عبر تطبيق "زوم" المخصص للاجتماعات عبر الانترنت، في سابقة داخل المجلس منذ تأسيسه قبل 700 عام. ووضعت شاشات داخل القاعة.وسيقتصر عدد النواب المسموح لهم بالانضمام إلى الجلسة عبر الفيديو على 120 عضواً من أصل 650. ولا تتوفر حالياً وسيلة يستطيع عبرها أعضاء البرلمان التصويت رقمياً.ويخشى كثيرون أن تساهم الجلسات البرلمانية في تفشي الفيروس الذي أصاب العديد من النواب والوزراء، لاسيما جونسون ووزير الصحة مات هانكوك.