عبد الوهاب السيد الرفاعي: أدب الغموض مكتوب بتفاصيل مرعبة ومفاجئة تربك القارئ

قال مؤسس دار «نوفا بلس» للنشر والتوزيع، الروائي عبدالوهاب السيد الرفاعي، انه «عند الحديث عن أدب «الغموض» يتعين علينا أن نذكر أنه يتدرج تحت أدب الغموض 6 أنواع من هذا الأدب هي: البوليسي، والخيال العلمي، والخيال الحر، وأدب المغامرات، وأدب الدراما، وأدب الرعب، وهو مكتوب بتفاصيل مرعبة ومفاجئة تربك المتابع والقارئ».

وأضاف أن أدب الغموض يتماشى مع كل الأنواع، لكنّ هناك تباينا في حجم الغموض، وأكثر أنواع الأدب التي فيه جرعة غموض هو القصص البوليسية، لافتا إلى أنه غالبا ما يستعمل أدب الغموض مرادفا للرواية البوليسية أو أدب الجريمة.

الغموض والتشويق

وأشار الرفاعي إلى أن الأدب البوليسي بخصائصه المليئة بالإثارة والغموض والتشويق، يسمح للجمهور المتلقي باستيعابه وتذوقه، ويركز على جانبين، الأول أن التحري أو المحقق يبحث عن المتهم، ويكون هناك مجموعة من المشتبه فيهم، ولا يعرف حينئذ المحقق المتهم إلا عن طريق التحري، أما الجانب الثاني فيكون عبارة جريمة ارتكبت بطريقة ذكية جداً، ويطرح التساؤل عن كيفية ارتكاب تلك الجريمة، ومن الممكن أن نعرف القاتل، لكن جانب الغموض ليس بمعرفة القاتل، ولكن معرفة طريقة ارتكاب الجريمة.

ولفت إلى أن «عنصر الغموض يكون بمنزلة الدافع وراء ارتكاب الجريمة، فعلى سبيل المثال، هناك شخص عادي يعيش حياة طبيعية، ولكن لديه جانب مظلم وأسود في تركيبة شخصيته».

توقع العلم

وأوضح الرفاعي أن «أدب الغموض يمكن أن يتمازج مع أدب الخيال العلمي، وفكرته تصب على توقع العلم في المستقبل، وتكون فيه القصَّة الخياليّة مبنية على الاكتشافات العلميَّة، والتغيّرات البيئيّة، وارتياد الفضاء، والحياة على الكواكب الأخرى، فمثلا قصة اختراع عالم آلة الزمن وسفره إلى سنوات مستقبلية بعيدة المدى، ونرى في سفره جانبا من الغموض والترقب»، مبينا أن الخيال العلمي يندرج تحته الكثير من الفروع.

أما من ناحية أدب الرعب فيقول الرفاعي إنه عبارة عن نوع خاص من الأدب يهدف من خلال مجموعة من الأحداث المتشابكة إلى إثارة الشعور بالرعب والخوف، وعلى سبيل المثال يحكي هذا الأدب عن لعنة ما، أو بيت مسكون من قبل الأشباح فنسترجع بدايات القصة عن سبب وجود الأشباح، وتاريخ المنزل، مشيرا إلى أن أدب الرعب دائما يبعث في غموض الماضي.

خريطة قديمة

ولفت إلى أن جو الغموض موجود في «أدب المغامرات»، وغالباً ما يركز على البحث عن الكنوز، ويكون غامضا، فالباحث عن الكنز يستدل على هدفه على طريقة لغز أو خريطة قديمة تدله على مكان الكنز.

من ناحية أخرى، تحدث الرفاعي عن «الخيال الحر» أو «الفنتازيا»، وهو الذي لا يخضع لأي قواعد علمية مثل «ميكي ماوس» إلى «هاري بوتر»، ويلعب الغموض دوراً مهماً بهذا النوع من الأدب، و«قد رأينا في الأدب العربي هذا الجانب مثل حكاية (علاء الدين والمصباح السحري)».

متابعة القراءة

وأكد الرفاعي أن جانب الغموض موجود في كل أنواع الأدب حتى أدب الدراما أو الأدب الاجتماعي يكون هناك مثلا زوج يخون زوجته بالخفاء ولديه علاقة غرامية، والقارئ يتساءل عن كواليس تلك الشخصية الخفية التي أخذت الزوج من زوجته، وبالتالي تشد القارئ لمتابعة القراءة.

الجدير بالذكر، أن الرفاعي يعتبر من أوائل الكتاب الكويتيين وربما الخليجيين الذين كتبوا في عالم ما وراء الطبيعة، وروايات في أدب الرعب من خلال كتابه «الأبعاد المجهولة» إصدار عام 2004، وكتب أيضاً «المعقد»، و«جرعة زائدة»، وفي عدة مجالات أخرى كالقصص الدرامية والاجتماعية.