أسعار النفط تهوي جراء انهيار الطلب وبرنت ينزل لمستويات 1999
البرميل الكويتي ينخفض 2.27 دولار ليبلغ 14.72
انخفضت أسعار النفط مجددا، أمس، ونزل خام برنت لأقل مستوى منذ عام 1999، فيما يعاني السوق تخمة هائلة، وسط انهيار للطلب على كل شيء من البنزين إلى وقود الطائرات، بسبب تفشي فيروس كورونا.ونزل خام القياس العالمي برنت 24 في المئة بالجلسة السابقة، ليلامس 15.98 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 1999. وبحلول الساعة 4:32 بتوقيت غرينتش، جرى تداول الخام بانخفاض 2.70 دولار، أو 14 في المئة إلى 16.63 دولارا.وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتا، ما يعادل 6 في المئة إلى 10.89 دولارات للبرميل. ويأتي الهبوط، بعد اثنين من أكثر الأيام جموحا في تاريخ تجارة النفط، إذ يبدو أن الإمدادات العالمية ستفوق الطلب لشهور مقبلة وتخفيضات الإنتاج الحالية غير كافية لتبديد التخمة.
وتحوَّل عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي لأول مرة في التاريخ سلبا يوم الاثنين، في حين سجل عددا قياسيا من العقود التي يجري تداولها في اليوم التالي.ونزلت أسعار النفط نحو 80 في المئة منذ بداية العام الحالي مع انتشار الوباء في أنحاء العالم، ليودي بحياة 180 ألف شخص تقريبا، ويعصف بالأسواق المالية، ويقود لما يحتمل أن يكون أسوأ تراجع اقتصادي منذ ثلاثينيات القرن الماضي.في السياق، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.27 دولار، ليبلغ 14.72 دولارا في تداولات أمس الأول، مقابل 16.99 دولارا في تداولات الاثنين، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.وأدى التفشي الفيروسي إلى انخفاض الطلب على الوقود بنحو 30 في المئة عالميا، فيما تبحث شركات الطاقة بالولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم، عن خزانات للنفط الزائد.وقال «غولدمان ساكس» في تقرير: «هذه نتيجة مباشرة لتزامن استثمار مفرط مع صدمة مفاجئة للطلب في مناطق ليس لها منافذ وتمتلك طاقة تخزين ونقل محدودة».وذكر محللون أن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نجم عن أنباء تفيد بأن الدول الأعضاء في منظمة أوبك وعددا من حلفائها في مجموعة «أوبك+» أجرت مؤتمرا هاتفيا الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة.ويرى مراقبون أنه لا حل كبيرا لقطاع النفط، ما لم ينتهِ هذا الوباء. وقال جينغيي بان، الخبير الاستراتيجي في الأسواق بمجموعة «آي جي»، إن «المسار التراجعي العلني قد يبقي الأسعار منخفضة في الأمد القريب، حتى نرى الضوء في نهاية النفق، مع استئناف تدريجي للنشاط الاقتصادي المتوقف في جميع أنحاء العالم».وكان سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو انهار يوم الاثنين للمرة الأولى في التاريخ إلى ما دون الصفر، (- 40.32 دولاراً للبرميل)، بعدما اضطر البائعون لأن يدفعوا للمشترين ليتسلَّموا النفط الخام منهم، في ظل امتلاء منشآت التخزين عن آخرها، وتراجع الطلب على الذهب الأسود، بسبب تداعيات الوباء. وانهارت أسعار خام غرب تكساس الوسيط، لأن مهلة إبرام عقود مايو انقضت الثلاثاء، ما أجبر المتعاملين على العثور على مشترين قبل انقضاء هذه المهلة.وأتى هذا التدهور غير المسبوق، نتيجة تداعيات فيروس كورونا، الذي دمَّر الاقتصاد العالمي، عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجراء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.وأدت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية، وهو ما أثر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.والثلاثاء، أعلنت منظمة أوبك أن العديد من دولها الأعضاء، إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت عبر الفيديو «الوضع الصادم» لسوق الخام، والذي تجلَّى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء «كوفيد-19».وشهدت أسواق المال في آسيا أسبوعا صعبا، رغم تعافيها إلى حد ما أمس. فقد تراجعت بورصات طوكيو 0.7 في المئة، وكل من سنغافورة وبانكوك 0.9 في المئة، ومثلها بورصة ولينغتن، التي انخفضت واحدا في المئة. كما سجلت بورصتا مانيلا وسيدني تراجعا أقل.لكن بورصات هونغ كونغ وشنغهاي ومومباي وسيول وتايبيه مع جاكرتا سجلت ارتفاعا، ومثلها أسواق المال في لندن وباريس وفرانكفورت.لكن الأسواق لم تتجاوب بشكل واضح مع موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على إجراءات المساعدة للمتضررين من انتشار وباء فيروس كورونا، التي تبلغ قيمتها نحو نصف تريليون دولار، وتشمل مخصصات لتمويل الشركات الصغيرة والمستشفيات وزيادة الاختبارات على الصعيد الوطني.وما يزيد من القلق في قاعات البورصات، عدم اليقين الذي يحيط بالنتائج الفصلية فيما تحاول الشركات وضع تقديراتها تبعا لتطور انتشار الوباء.وقال كايكل كوجينو، الذي يعمل في مجموعة «باسيفيك أسيت منيجمنت»، لتلفزيون بلومبرغ: «لا طريقة لتوقع الأرباح في الوقت الحالي».وأضاف: «إنه أمر مستحيل عمليا حتى تصبح لدينا رؤية أفضل عن كيفية خروج العالم من الوباء على الجانب الآخر».وفي هونغ كونغ، تدخل البنك المركزي لبيع الدولار المحلي ليوم ناجح ثانٍ على التوالي للدفاع عن ارتباطه بالدولار الأميركي.