هذا أول رمضان يعيشه العالم الإسلامي في عزلة وانحسار بسبب وباء فيروس كورونا، وأول رمضان يشهد تباعدا اجتماعيا لم يعتد عليه الجميع، وأول رمضان بلا دواوين وزيارات وصلاة في المساجد، الأمر الذي يدعونا إلى العودة للتفكير جدياً في النعم التي كنا نحظى بها ولم يقدرها البعض، وهو في صحة وأمان في عالم خالٍ من الأوبئة والأمراض، عكس ما نعيشه في أيامنا هذه من اختبار صعب يتطلب منا الدعاء لرب العباد بتصريف هذا البلاء عنا.وقد تكون هذه الأيام المباركة فرصة لجلد الذات ومحاسبة النفس وتطهيرها من الأخطاء والاستفادة من هذا الدرس الصعب رغم أن هناك من البشر من لا يزالون يكابرون في عصيانهم وأخطائهم، ولعلها فرصة لمعرفة مدى أهمية الحياة الطبيعية وجمعة الأهل وصلة القرابة التي كان هناك من لا يقبلها بسبب الخلافات التافهة، ولكننا اليوم سنتبادل التهاني عبر المسجات أو الاتصالات الهاتفية.
كم هو مشهد محزن عندما يخلو موقع مدفع الإفطار من عشاقه ومتابعيه الذين يجتمعون في كل عام عند قصر نايف، وكم هو محزن عندما تخلو المساجد من المصلين، وكم هو محزن عندما يفتقد سوق المباركية رواده، وكم هو محزن عندما تخلو المجمعات من هواة المشي قبل الإفطار، فهل سنتعلم من هذا الدرس الصعب؟ وهل استفدنا من هذا الظرف؟ أم ستعود حليمة لعادتها القديمة عندما نتجاوز هذا الوباء على خير وبأقل الخسائر؟فالمسؤولية على الجميع بضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الصحية في رمضان لضمان استمرار حصر الوباء بدلا من المساهمة في تفشيه، وهو أمر لا يقبل التهاون أو المخاطرة، لذلك علينا جميعا مساعدة الأجهزة الحكومية التي تعمل على قدم وساق من أجل سلامتنا وأن نكون خير معين لها، خصوصاً من بعض الذين يتسابقون على مراكز التسوق في الجمعيات التعاونية وغيرها، والاقتناع بأن الأمور بخير والمواد الغذائية متوافرة، ولا يوجد ما يدعو إلى القلق، وجميع متطلباتهم واحتياجاتهم متوافرة، وبالتالي ليس من داعٍ للخروج طالما بيوتهم عامرة بالمواد الغذائية لإعطاء الفرصة للآخرين لأخذ حقهم في شراء مستلزماتهم، لأن بعض الجمعيات التعاونية أصبحت مكانا ومقرا للتجمعات غير المبررة، خصوصاً الذين أصبحوا يستغلون الباركود في فترة الحظر لحجز المواعيد بحجة الخروج فقط.أبارك لكم بهذا الشهر وتقبل الله صيامكم.
مقالات - اضافات
شوشرة: رمضان حزين
24-04-2020