الجرأة في زمن كورونا
في هذه الحقبة من الزمن لن تسعف الذاكرة أحداً بالاعتماد على خبرات سابقة في حياته التى يمكن أن يستمد منها الإنسان قراراته في كيفية التعامل مع أزمة الوباء (كوفيد-١٩)، بل في ظل الإمكانات الهائلة لدى الدول المتقدمة صحيا وصناعياً واقتصاديا لم تستطع هذه الدول حتى الآن السيطرة على الوضع الصحي الذي سبب حال ة من الارتباك، كما يتضح من خلال تعديل سيناريوهات الحلول بين فترة وأخرى وفق معطيات ونتائج التجارب المستمرة التي تصيب أحيانا وتفشل أحيانا. والإنسان قد تقوده نفسه بقدراتها البسيطة على كيفية التعامل مع هذه الحالة الجديدة التي لم تخطر على بال أحد، كما هو مألوف في كثير من الأحداث في حياته، لكن أن يتجرأ الإنسان في هذه المرحلة الحرجة على اتخاذ ما يناسبه نفسيا واجتماعيا دون الالتفات إلى قرارات الدولة فهذا غير مقبول بتاتا. وإن كان الدور الإنساني المستمد من ثقافتنا وعاداتنا مهم جدا مثل مخالفة الأب التعليمات الصحية عند مخالطة أبنائه المصابين بالمرض من باب التضحية والتعاطف والقيام بدوره الأبوي كما تقوده فطرته السليمة، إلا أنه في هذه الحقبة والحالة التي نمر بها ليس من حق الفرد بتاتا تطبيق أفعال، وإن كانت إنسانية، لا تتفق مع توصيات الجهات المختصة، فالجرأة في هذه المرحلة صفة غير محمودة.
يبقى الفرد في المجتمع ملزماً في هذه الفترة الزمنية بالخضوع لكل ما تطلبه الجهات المختصة دون غيرها من الهيئات العالمية وغيرها، فظروف المدن تختلف والمسببات ومبررات القرار لا تعود لقياسات موحدة، فلكل دولة ظروف واحتياطات وخطط مختلفة تلائم الوضع القائم لديها.إن أولى المسلمات أو الوعي الذاتي التي علينا استيعابها جيداً خلال هذه المرحلة الحرجة هي أن إدارة الأزمة يجب أن تكون تحت قيادة واحدة لا تقبل التجزئة.