رمضان «الحزين»!
أين المهللون؟ أين المرحبون؟ أين المصلون؟ هل ستجتمعون على مائدة واحدة؟ وما حال الأطفال في ليالي القرقيعان؟!يبدو أن هذا لسان حالنا في شهر رمضان الذي أقبل وحيداً لا يخشى "كورونا"، ولا الحظر الذي فرضته دول العالم على أهل الأرض، فنراه على بعد أيام قليلة، يسير منكسراً بخطى حزينة أثقلتها الشوارع المظلمة وأسوار المساجد المهجورة!!
هكذا هي الحياة تتنقل بأهلها من حال إلى حال، فلا أمان لها ولا صاحب مهما امتلكنا من مقومات صحية ومالية وأسرية ودنيوية كثيرة، وبين ليلة وضحاها تبدلت الأمنيات، وتبددت الأحلام، وتفرقت الجماعات، بلا مقدمات أو إنذار، فأصبح الخروج إلى الشارع في الليل أقصى أمنية للكثيرين الذين أدركوا أن الدنيا الفانية لا تغني عن الحق شيئا.إذا كنا ننتظر هذا الشهر الكريم سنويا بلهفة ومحبة واشتياق باعتباره شهر الله فإنه هذا العام يهل علينا مستغرباً تجاهل الأحبة، خصوصا مع تركيز اهتمامهم على تخزين الغذاء والتنافس على الفوز بـ"خيشة بصل"، في ظل أزمة صحية عالمية لا أحد يعرف متى، وكيف ستكون نهايتها، ليبقى هذا الضيف الكريم متشحاً بسواد ليالي الحظر الذي أصبح شعار مختلف دول العالم على أمل القضاء على وباء كورونا.يدرك الجميع، أن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى، الذي لا يرد سائلا، ولا يخيب راجيا، ومن هذه الحقيقة الإلهية، يجب أن نملأ قلوبنا باليقين بأنه عز وجل لن يغلق أبوابه أمام من لجأ إليه، خصوصا في شهر الرحمة والغفران، وأن هذه الغمة بتجاربها المريرة ونتائجها المرعبة على الصعيد العالمي ستزول قريبا بإذن لله، ليعود رمضان أملاً مشرقاً للحياة.