أطلق الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب مبادرة المصالحة التي سبق أن طالبت بها وكثيرين من الزملاء، وأعتقد أن ما دعا له الخطيب بتاريخه وخبرته هو الوقت المناسب، فالوضع معقد وينذر بكارثة مقبلة أقل ما يجب في مواجهتها هو توحيد الصفوف، وتضافر الجهود والتعاون بإخلاص لتجاوزها لبر الأمان.المصالحة الوطنية أصبحت ضرورة ملحة، ونحن في دائرة الأزمة العالمية الحالية التي يقر خبراء كثر بأن نتائجها ستكون أكبر وأعظم من نتائج الحروب العالمية، الأمر الذي يجب ألا نلتفت إلى خصومات سياسية، بعضها عبثية وصبيانية، لاحظنا آثارها على مر السنوات الأخيرة من فساد وعبث وهدر للمال والوقت والإدارة الرصينة، حتى بلغت الفجور، استغلتها مؤسسة الفساد بذكاء لتقتنص الفرصة، وتحقق ما لم تستطع تحقيقه بسرعة هائلة، لعلمها أن هذه الفترة لن تدوم.
لذلك علينا حماية البلد أولاً من صغار الرجال والنفوس الذين جعلوا من خلافاتهم أولوية وهدفا دون غيره، معتبرين القضية التي لا عودة لها ولا حل، وثانياً ممن استغل هذا الخلاف من الفاسدين الذين يريدون استمراره ليتفرغوا لفسادهم وتحقيق أكبر ربح ممكن، وثالثاً للأدوات والمرتزقة ممن جندوا لتلك المرحلة. لذلك علينا اختيار الإنسان المناسب في المكان المناسب من ذوي الخبرة والحكمة والتخصص لنتصدى جميعاً لنتائج هذا الوباء، ونحمي بلدنا من عواقب ستصيبنا جميعاً دون استثناء.سبق لي أن طالبت بالمصالحة منذ عدة سنوات، وعملت ومجموعة من الأصدقاء لعقد مؤتمر لها، وفشلنا، ولكن اليوم أعتقد أن الدكتور أحمد الخطيب استشعر أهميتها وتوقيتها المناسب، الأمر الذي جعله يتبناها ويطالب بها، وعلينا أن نتذكر خلافات من سبقونا من الساسة المحترمين قبل الغزو العراقي، وموقفهم التاريخي مع الشرعية عندما نسوا خلافاتهم وما تعرضوا له من أجل الكويت، ليصطفوا مع خصومهم ضد العدو ويعملون سوياً لتحريرها.يعني بالعربي المشرمح:لا نريد من الخصوم أن يحبوا بعضهم، وإن كنا نتمنى، لكن مطلبنا هو أن ننسى خلافاتنا ونتوحد لمواجهة أزمة كورونا، وما ستخلفه علينا، ونضع الوطن ومستقبله نصب أعيننا، ونترك خلافاتنا التي حتما إن استمرت فسوف تشغلنا عما هو أهم، فهل نتعظ بمن سبقنا ونتفهم ما نحن مقبلون عليه، ونتعامل مع الواقع بحكمة ومنطق وقلب مفتوح، لنبدأ صفحة جادة ومخلصة من أجل الكويت ومستقبلها، أم نستمر لتتحكم فينا مشاعرنا الشريرة ومؤسسة الفساد فنخسر ما بناه لنا أسلافنا؟
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: لماذا المصالحة؟
24-04-2020