كشفت المزيد من الولايات الأميركية في الجنوب وفي الغرب الأوسط عن خططها، والاستعداد لإعادة فتح اقتصادها رغم تفشي الوباء، في حين يصر حاكم ولاية كاليفورنيا على الأوامر الصارمة ببقاء الناس في منازلهم وإغلاق الشركات.

وهذا التضارب في الأوامر بالولايات الـ50 يعني أن بعض الأميركيين سيظلون حبيسي منازلهم غير قادرين على العمل ولأجل غير مسمى، بينما بدأ آخرون يغامرون بالخروج للمرة الأولى منذ أسابيع.

Ad

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخطوات اتخذتها بضع ولايات يقودها جمهوريون، لإعادة فتح اقتصاداتها.

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، في تصريحاته اليومية عن الفيروس لسكان الولاية الأكبر تعدادا في الولايات المتحدة، «كان بودّي أن أتمكن من تحديد تاريخ محدّد لأن أعلن أن بوسعنا أن نغير هذا الوضع ونعود للحياة العادية. حاولنا أن نوضح جليا أنه لا مجال لهذا التغيير ولا موعد يتعلق بقدرتنا على إعطاء ذلك التصريح الذي أعلم أن الكثير منكم ينشدونه ويستحقونه».

وأوضح نيوسوم أن من بين الخطوات التي يحتاجها مسؤولو الصحة، قبل أن يتمكن سكان كاليفورنيا، البالغ عددهم 40 مليونا، من العودة إلى الوظائف والمدارس والمتاجر، تكثيف الاختبارات التشخيصية للفيروس لتصل إلى 25 ألف شخص يوميا.

ميشيغان وأوهايو

وكشفت حاكمة ولاية ميشيغان، الديمقراطية غريتشن ويتمر، التي تواجه انتقادا من النشطاء المحافظين بسبب سياساتها الصارمة لإبقاء الناس في البيوت، عن نوايا بإعلان المزيد من التفاصيل بخصوص إعادة فتح اقتصاد الولاية المقرر اليوم. وفي ولاية أوهايو، قال مسؤولون إنهم سيكشفون عاجلا عن خططهم، وكذلك فعل حكام ولايات الغرب الأوسط الذين قالوا إنهم يعملون معا لوضع خطة لإنهاء القيود.

وفي تكساس، قال حاكم الولاية غريغ أبوت إنه سيعلن بالتفصيل الأسبوع المقبل عن الاستعدادات لإعادة فتح أكبر عدد ممكن من الشركات في الأسبوع الأول من مايو.

وفي الولايات التي ما زال الحجر مفروضا فيها، يضاعف الأميركيون منذ أيام التظاهرات للمطالبة بإعادة فتح الاقتصاد.

وستذهب جورجيا، اعتبارا من اليوم، أبعد من الولايات الأخرى بكثير في تخفيف إجراءات العزل، فقد سمح حاكم الولاية الجمهوري براين كيمب بإعادة فتح صالونات الحلاقة ومراكز التجميل والوشم وبعض مراكز البولينغ ومحلات تجارية صغيرة أخرى، مخالفا توصيات البيت الأبيض الذي طلب تسجيل 14 يوما من تراجع الإصابات قبل تخفيف الإجراءات في هذه الولاية التي سجلت نحو 21 ألف إصابة وأكثر من 850 وفاة.

ووجه الرئيس الأميركي انتقادات الى كيمب، وصرح في مؤتمره الصحافي اليومي: «قلت للحاكم كيمب إنني أختلف معه بشدة بشأن قراره فتح بعض المرافق المخالف لتوجهات المرحلة الأولى. إنني أحترمه وسأتركه يتخذ قراره. لكن هل كنت سأفعل ذلك؟ لا كنت سأبقيها مغلقة لفترة أطول. أريد حماية أرواح الناس».

فوتشي

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال انتوني فوتشي الخبير في الأمراض المعدية ومستشار ترامب «أود أن اقول له إن عليه التزام الحذر، وأن أنصحه بألا يطلق النشاط دفعة واحدة».

كومو

من جانبه، حذر حاكم نيويورك الديمقراطي أندرو كومو، الذي اجتمع مع ترامب أمس الأول، من احتمال حدوث موجة ثانية إذا تم تخفيف القيود بشكل غير مسؤول، وقال: «ليس هذا وقت التصرف بغباء. سيموت المزيد إذا لم نتحل بالذكاء».

من ناحية أخرى، أعلن كومو أن الملياردير مايكل بلومبرغ يريد المساهمة في بناء «جيش» من متعقبي المخالطين للمصابين لمساعدة الولاية على الحد من تفشي الوباء.

وسيساهم بلومبرغ، رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق، بأكثر من 10 ملايين دولار في هذه الجهود، التي ستشمل إجراء فحوصات وعزل المصابين به وتعقب من خالطوهم.

الى ذلك، وقع الرئيس الأميركي مرسوما يعلق مؤقتا منح تصاريح الإقامة الدائمة (غرين كارد) ليحمي الوظائف الأميركية.

واصاب الفيروس 839 ألفا و675 شخصا، وأدى إلى وفاة 46 ألفا و583 في الولايات المتحدة، بينهم 1783 في الساعات الـ24 الأخيرة، حسب بيانات جامعة جونز هوبكنز.

بومبيو

من ناحيته، ضغط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على الصين للسماح للمفتشين بالدخول إلى مختبراتها الحساسة، معربا عن قلقه حيال الإجراءات بشأن أمنها.

ورفض بومبيو استبعاد أن يكون الفيروس القاتل تسرب من مختبر في مدينة ووهان الصينية، وهو سيناريو تنفيه بكين بشدة.

وقال في مؤتمر صحافي، أمس الأول، إن الولايات المتحدة «تعتقد بقوة أن بكين لم تبلغ عن تفشي الفيروس بالوقت المناسب في انتهاك لقواعد منظمة الصحة العالمية، وتقاعست عن الإبلاغ عن انتقاله بين البشر لمدة شهر حتى انتشاره في كل الأقاليم داخل الصين».

وأشار الى أن «بكين أوقفت فحص عينات جديدة، ودمرت عينات مأخوذة بالفعل، وتقاعست عن تقديم عينات للعالم الخارجي، مما جعل من المستحيل تتبع تطور المرض»، مضيفا أنه حتى بعدما أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية بالتفشي، «فهي لم تفصح عن كل المعلومات التي لديها. وبدلا من ذلك أخفت مدى خطورة المرض».

وقال وزير الخارجية الأميركي: «نظرا للصلة القوية بين الحيوانات البرية المبيعة بشكل غير قانوني في أسواق الحيوانات وبين الأمراض الحيوانية المنشأ، طالبت الولايات المتحدة جمهورية الصين بإغلاق أسواق بيع الحيوانات البرية وكل الأسواق التي تبيع الحيوانات بشكل غير قانوني وللأبد».

الصين

وفي بكين، حيث أعلنت السلطات، امس، عدم تسجيل اي حالات وفاة جديدة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ امس، إن بلادها ستتبرع بـ30 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية لمساندة المعركة العالمية ضد «كوفيد 19».

وقالت هوا، من ناحية أخرى، إن دعوة أستراليا لإجراء تحقيق مستقل بشأن تفشي الفيروس «مناورة سياسية وعليها وقف انحيازها الفكري».

وكان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أعلن امس ان كل أعضاء منظمة الصحة العالمية يجب أن يتعاونوا في دراسة مستقلة مقترحة حول انتشار الفيروس ولإجراء تحقيق في أصل نشأة «كورونا».

ميركل

وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام مجلس النواب (البوندستاغ)، أمس، «لسنا في المرحلة الأخيرة من الوباء، إنما ما زلنا في البداية، وسيتعين علينا العيش معه لفترة طويلة».

وعلى غرار الولايات الأميركية، انقسمت الولايات الالمانية بين مؤيد ومعارض للرفع التدريجي للحذر. وفي هذا السياق، انتقدت ميركل مسلك بعض الولايات في تخفيف القيود.

وقالت إن «تطبيق قرارات الحكومة الاتحادية والولايات الصادرة في الأسبوع الماضي جعل هذه الولايات واثقة من نفسها جدا في بعض الأمور، إن لم نقل واثقة في نفسها بشكل زائد عن الحد»، لكن ميركل لم تشر صراحة إلى الولايات التي تعنيها بهذا النقد. كما دعت المستشارة مواطنيها إلى التحمل والانضباط في الأزمة الراهنة.

وقالت من ناحية أخرى إن منظمة الصحة العالمية شريك لا غنى عنه لألمانيا، لتنأى بذلك عن موقف ترامب الذي أوقف تمويل بلاده للمنظمة.

إسبانيا

وفي مدريد، حيث وافق البرلمان الإسباني، أمس الأول، على تمديد حال الطوارئ العامة في البلاد لمدة 15 يوما إضافيا حتى 9 مايو المقبل، مع السماح للأطفال بمغادرة منازلهم، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ان رفع حالة الحجر الصحي ستبدأ تخفيفا «تدريجيا وبطيئا وبحذر» منتصف الشهر المقبل.

بريطانيا

وفي لندن، قال براندون لويس، وزير شؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية، امس، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون يتعافى بشكل جيد من مضاعفات «كوفيد 19» وسيعود إلى العمل قريباً.

وكان جونسون قام بأولى خطواته نحو العودة إلى العمل الثلاثاء، متحدثا مع الرئيس الأميركي عبر الهاتف، فيما لا يزال في النقاهة بعد خروجه من المستشفى لإصابته بالفيروس.

وأعلنت الحكومة البريطانية امس، إطلاق دراسة واسعة حول انتشار الفيروس في صفوف السكان وإنتاجهم لأجسام مضادة، قد تشمل 300 ألف شخص في غضون 12 شهرا.

وفي مرحلة أولى، ستجرى فحوص منتظمة على عينة تمثلية للشعب تضم 25 ألف شخص، لمعرفة إن كانوا أصيبوا بالفيروس، وتقوم على أخذ عينات من الأنف والحلق.

وستؤخذ عينات من الدم بشكل منتظم من بالغين في نحو ألف أسرة للمساعدة في تقويم عدد الأشخاص الذين يحوي دمهم أجساما مضادة.

غوتيريش

وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، امس، إن «كورونا يمكن أن يعطي بعض الدول ذريعة لانتهاج خط قمعي لأسباب لا علاقة لها بالجائحة»، وحذر من أن «التفشي يمكن أن يسبب أزمة حقوقية».

وأذاع غوتيريش تقريرا للأمم المتحدة يبرز كيف يجب أن توجه حقوق الإنسان دفة التعامل مع الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح العالم، وقال إن الفيروس لا يميز بين البشر لكن آثاره عليهم تختلف.

وتابع: «نرى الآثار غير المتناسبة على مجتمعات بعينها، وتزايد خطاب الكراهية، واستهداف مجموعات ضعيفة، ومخاطر تعامل أمني عنيف تقوض سبل التعامل الصحي».

الإمارات والبحرين

وفي الامارات، وجهت وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الجهات المحلية الاقتصادية بدراسة امكانية إعادة فتح المراكز التجارية بالتشاور مع شركائهم من القطاع الخاص.

وذكرت وكالة أنباء الامارات الرسمية (وام) امس، أن ذلك يأتي لمناسبة حلول شهر رمضان.

من ناحيتها، أعلنت دائرة البلديات والنقل في أبوظبي أنها ستستأنف خدمات حافلات النقل الساعة السادسة صباح الغد.

وذكرت الدائرة أنها أجرت «عمليات تعقيم مكثفة تستمر 48 ساعة لكل حافلات النقل العام» ابتداء من صباح أمس.