في وقت باشرت دول عدة رفع تدابير الحجر المنزلي، أثار طرح خبراء احتمال إصدار "شهادة مناعة" تسمح للذين طوروا مناعة ضد فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد - 19"، بمعاودة العمل قبل سواهم جدلاً، وسط تحذير منظمة الصحة العالمية من أنه لا دليل على أن المتعافين من "كورونا" يحملون مضادات أجسام تحمي من الإصابة مرة أخرى.

وتجري دراسات واسعة النطاق بهذا الصدد في ألمانيا حيث خضع عشرات آلاف الأشخاص لمثل هذه التحاليل.

Ad

كذلك يبدي الباحثون والسياسيون في بلدان أخرى اهتماماً بفحص مستوى المناعة لدى المواطنين.

ففي ولاية نيويورك، أعلن الحاكم أندرو كومو الأسبوع الماضي الشروع في إجراء تحاليل بشكل مكثف لمعرفة عدد الأشخاص الذين سبق أن التقطوا الفيروس.

وسمحت إدارة الأغذية والأدوية، الوكالة الفدرالية الأميركية المشرفة على الصحة العامة، لمصنعي هذه الفحوص ببيعها بدون الحصول على إذن رسمي.

غير أن منظمة الصحة العالمية وأطباء حذروا من هذه الفحوص مشيرين إلى الشكوك المحيطة بمدى دقتها ومصداقية نتائجها، خصوصاً أنه لم تعرف حتى الآن مدة استمرار المناعة المكتسبة ضد الفيروس.

بالتالي، فإن الحصول على نتيجة إيجابية للفحص المصلي تشير إلى وجود أجسام مضادة للفيروس، لا يعني بالضرورة زوال الخطر.

وبدأت بريطانيا تجارب لتحديد ما إذا كانت بلازما الدم التي تم الحصول عليها من متبرعين تم شفاؤهم، يمكن أن تكون علاجاً فعالاً للمرضى الذين في حالة خطيرة بهذا المرض.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أمس، إنه يمكن علاج ما يصل إلى خمسة آلاف مريض ممن هم في حالة خطيرة ببلازما الدم أسبوعياً في إطار أسلوب جديد لعلاج الفيروس. أضاف: "أتمنى أن يكون هذا العلاج معلماً رئيسياً في حربنا ضد هذا المرض".

وسيتصل جهاز الصحة العامة بالأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد - 19" في إنكلترا ويمكن أن يكونوا متبرعين محتملين.

ترامب

وفي واشنطن، أثار الرئيس الأميركي ذهولاً في الأوساط العلمية، بتصريحاته حول احتمال حقن الجسم بمواد معقمة لمحاربة الفيروس، لكن الرئيس حاول التقليل من شأن تصريحاته وأكد أنه كان يتحدث "بسخرية" عن هذه المسألة.

والخميس، قال ترامب خلال المؤتمر اليومي لخلية الأزمة حول "كورونا" في البيت الأبيض: "المعقمات تقضي على الفيروس في دقيقة واحدة. هل من طريقة للقيام بشيء مماثل مع حقنة في الجسم؟" وأضاف: "قد يكون مفيداً التحقق من ذلك. يجب الاستعانة بأطباء لذلك لكنه أمر يثير الاهتمام".

وإلى جانب المطهرات، تحدث ترامب أيضاً عن "الأشعة فوق البنفسجية أو ضوء قوي جداً يمكن توجيهه إلى داخل الجسم لمكافحة الفيروس" وذلك بعد عرض دراسة لا تزال أولية تفيد بأن الفيروس يضعف في أجواء حارة ورطبة وكذلك تحت أشعة الشمس.

وسببت آراء الرئيس إحراجاً شديداً للطبيبة ديبورا بيركس، عضو خلية الأزمة في البيت الأبيض بشأن الفيروس واستنكاراً واسعاً لدى الأوساط العلمية.

وبعد أن تلقفت وسائل الاعلام الليبرالية ومعارضوه الديمقراطيون التصريحات للنيل من مصداقيته، عاد ترامب وأكد أنه كان "يرد على أسئلة الصحافيين بسخرية، لمعرفة ما سيحصل".

وسارع البيت الأبيض إلى اتهام وسائل الإعلام بتحريف تصريحات الرئيس الأميركي.

وقالت الناطقة باسم البيت الابيض كايلي ماكيناني، إن "الرئيس ترامب أعلن مرات عدة، أن على الأميركيين استشارة أطبائهم بخصوص موضوع علاجات الفيروس، وهي نقطة شدد عليها مرة أخرى خلال التصريح الصحافي بالأمس".

وأضافت: "دعوا الأمر لوسائل الإعلام فهي تخرج بطريقة غير مسؤولة تصريحات الرئيس ترامب من سياقها وتنشر عناوين سلبية".

من جهته، صرح جو بايدن، الخصم الديمقراطي لترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة: "أجد من الصعب أن أضطر إلى قول ذلك، لكن أرجوكم لا تشربوا مياه جافيل".

أما شركة "ريكيت بنكيزر" المصنعة للمعقمات "ليسول" و"ديتول" التي يستخدمها عشرات ملايين الأميركيين، فاضطرت الى إصدار بيان أكدت فيه إن منتجاتها "يجب ألا تستخدم بأي ظرف كان في جسد الانسان سواء كان بالحقن أو التناول أو أي وسيلة أخرى" لأنها تحتوي على سموم.

من جهتها، علقت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بالقول: "أن يطلب رئيس الولايات المتحدة من الناس حقن أنفسهم بمادة ليسول بالرئتين يثبت إلى أي حد يرفض الجمهوريون العلم".

في الاتجاه نفسهـ حذرت السلطات الصحية البريطانية أمس الأول، من أنه "يجب ألا يحقن أي شخص نفسه بأي شيء كان" لمحاربة فيروس كورونا المستجد بعدما أشاعت تصريحات ترامب بلبلة في هذا الصدد.

هيئة الدواء

على صعيد آخر، جدد مفوض هيئة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي أيه" ستيفن هان تأكيده خلال المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض، أنه لا يوجد ترخيص لأي دواء لعلاج "كورونا"، وأن الهيئات تقوم بعدة اختبارات لاستخدام الأجسام المضادة ضد الفيروس.

وذكر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن العالم سيرى قريباً تراجعاً كبيراً للفيروس.

واجتذب تجمع خارج مبنى الكونغرس في مدينة ماديسون بولاية ويسكونسن، أمس الأول، مئات المحتجين الذين طالبوا حاكم الولاية الديمقراطي توني إيفرز، بإعادة فتح الولاية حتى مع إعلانها أكبر قفزة خلال يوم واحد في الإصابات الجديدة.

وطالب المحتجون في ولايات عدة خلال الأسبوعين الماضيين بوقف الأوامر التي أدت إلى إغلاق الأعمال التجارية والأنشطة الأُخرى التي تعتبر غير أساسية.

في المقابل، حذرت السلطات في لوس أنجلس المواطنين من الاندفاع في نهاية الأسبوع إلى الشواطئ ومسارات المشى والتنزه، والتي لا تزال مغلقة، رغم ارتفاع درجات الحرارة.

إلى ذلك، أشار حاكم ولاية نيويورك آندرو كومو، أمس الأول، إلى بحث يفيد بأن سلالات "كورونا" دخلت الولاية من أوروبا وليس من الصين، وقال إن القيود على السفر التي فرضها ترامب جاءت متأخرة جداً بالتالي لم توقف انتشار المرض.

واستشهد كومو ببحث أجرته "جامعة نورث إيسترن" أشار إلى احتمال أن الفيروس كان انتقل إلى ما يقدر بأكثر من 10 آلاف من سكان ولاية نيويورك عندما اكتشفت الولاية أول إصابة مؤكدة بالمرض في الأول من مارس. وأضاف أنه يعتقد أن إيطاليا هي المصدر المرجح للمرض.

وتجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة 51 ألف شخص فيما بلغ عدد الإصابات 890524.

الصحة «العالمية»

إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى التعبئة العامة لتسريع إنتاج لقاح يتوفر للجميع، معتبرة أنها الوسيلة الوحيد لتطويق الوباء الذي يهز الاقتصاد العالمي.

وأطلقت منظمة الصحة، أمس الأول، إلى جانب دول عدة وأطراف اقتصادية خاصة مبادرة لتسريع إنتاج اللقاحات والعلاجات والفحوص مع ضمان الإنصاف في الحصول عليها.

الهند وباكستان

وسمحت الحكومة الهندية لمتاجر الأحياء الصغيرة بإعادة فتح أبوابها، بعد شهر من أكبر إغلاق في العالم، وعانت منه الهند البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

وبات بالإمكان للمتاجر السماح بتشغيل 50 في المئة من موظفيها كحد أقصى، مع الحرص على ارتدائهم الأقنعة الواقية واتباع قوانين التباعد الاجتماعي.

وقال مسؤول حكومي إقليمي هندي، إن الإغلاق في مدينتي مومباي وبونا قد يمتد إلى يونيو بسبب القفزة في الإصابات.

ودفعت زيادة ثابتة في الحالات الجديدة في بونا التي تبعد عن مومباي ثلاث ساعات بالسيارة، إدارة المدينة بالفعل إلى فرض الإغلاق بشكل أكثر حدة وتحولت المدينة بأكملها إلى منطقة احتواء.

وفي باكستان المجاورة، مدّدت الحكومة إجراءات العزل العام على مستوى البلاد حتى 9 مايو، لكن السلطات قررت التحول إلى ما يطلق عليه إجراءات العزل الذكية اعتباراً من الأمس، إذ بدأت عملية تتبع لحالات الإصابة مع السماح لبعض الأنشطة الصناعية والتجارية باستئناف العمل بموجب إرشادات للسلامة.

وسمحت السلطات بعودة صلاة الجماعة خلال شهر رمضان باستثناء إقليم السند الجنوبي حيث حذر أطباء من أن المرض قد ينتشر سريعاً.

لبنان

وفي بيروت، مدد مجلس الوزراء اللبناني، حالة "التعبئة العامة" في البلاد أسبوعين إضافيين على أن يبدأ رفع الإغلاق بشكل تدريجي في بعض القطاعات على 5 مراحل زمنية، تبدأ في السابع والعشرين من الجاري وتنتهي في الثامن من يونيو.

وشهدت منطقة الحدود البولندية ــ الألمانية احتجاجات على الجانب البولندي، مساء أمس الأول، بسبب قرار وارسو إغلاق الحدود مع ألمانيا في خضم جائحة كورونا.

وكانت الحكومة البولندية القومية المحافظة برئاسة ماتيوش موارفيتسكي قررت منتصف مارس الماضي غلق الحدود أمام الأجانب مع فرض حجر منزلي لمدة 14 يوماً على العمالة العائدة.

وقالت متحدثة باسم المحتجين في مدينة روزوفيك لوكالة "بي ايه بي": إن "المنطقة انشطرت إلى نصفين، الأمر الذي جعل الحياة صعبة بالنسبة لكثير من الناس في المنطقة الحدودية".

في سياق متصل، شهدت قرية شالوبكي، على الحدود مع جمهورية التشيك، مسيرة صغيرة أعرب خلالها عمال بولنديون عن تخوفهم من فقدان أعمالهم في التشيك بسبب طول فترة غيابهم عنها.

وبدأ أمس، قرار إدارة العاصمة اليابانية طوكيو ببقاء السكان في منازلهم حتى 6 مايو المقبل، للمساعدة في منع تفشي الفيروس.

وحدّدت سلطات طوكيو فترة الـ 12 يوماً، حيث تضم عطلات الربيع المعروفة في اليابان باسم "الأسبوع الذهبي" بوصفها "أسبوع البقاء في المنزل".