بعد سلسلة من الاتهامات والتهديدات المتبادلة التي شملت إغراق السفن والزوارق في الخليج وإشعال الجبهات بعدة دول في المنطقة، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، بأن بلاده ترصد نشاطات وتحركات الأميركيين وتتابعها بدقة، مطالبا القوات المسلحة والحرس الثوري بـاعتماد «استراتيجيات تضمن الاستقرار الاقليمي المستدام».

وقال روحاني، في تصريحاته، التي جاءت خلال مكالمة أجراها مع أمير قطر تميم بن حمد للتهنئة بحلول شهر رمضان، إن إيران لن تكون البادئة في أي اشتباك أو حرب أو توتر بالمنطقة.

Ad

وفي تصريحات منفصلة، دعا الرئيس القوات المسلحة الإيرانية إلى السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مع الحفاظ على اليقظة في مواجهة ما وصفها بـ «الاستفزازات». ونقل عن روحاني قوله لوزير الدفاع أمير حاتمي: «يجب أن نتبع بعناية استراتيجيات تضمن الاستقرار المستدام للمنطقة مع الحفاظ على التأهب والوجود القوي».

وكانت «الجريدة» علمت من مصادر رفيعة بوزارة الخارجية الإيرانية أن حكومة روحاني مستاءة جدا من التصعيد الحالي، وتعتبر أن الانزلاق الى جولة من التوتر تصب في مصلحة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وذكر التلفزيون الرسمي أنه في اتصال هاتفي مع قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي «أشار روحاني إلى الأعمال الاستفزازية من قبل الأجانب في المنطقة، والحاجة إلى الحفاظ على اليقظة بمواجهتها».

وكان قائد «الحرس الثوري» هدد الخميس الماضي بأن طهران ستدمر السفن الحربية الأميركية إذا تعرض أمن إيران للتهديد في الخليج، بعد يوم من تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمهورية الإسلامية من «التحرش» بالسفن الأميركية، بعد أن اتهمت البحرية الأميركية زوارق «الحرس» بالقيام بمناورات «خطيرة واستفزازية» على مقربة منها.

في السياق، كتب المساعد السابق لوزير الخارجية محسن أمين زاده، أحد منظري التيار الإصلاحي، في مقال نشر، أمس، في صحيفة «شرق» الموالية للإصلاحيين ولتيار روحاني، أن «التطور العسكري دون التطور الاقتصادي سيحول إيران الى كوريا شمالية أخرى».

وأعربت الخارجية الروسية، أمس، عن قلقها إزاء التهديدات الأميركية الأخيرة الموجهة إلى إيران في منطقة الخليج، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتفادي التصعيد.

ورأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وعبر هذه التصريحات «يطمسون عمداً الخط الفاصل بين الحق المشروع في الدفاع عن النفس وبين التهديد باستخدام القوة في الحالات التي لا أساس فيها للجوء إلى هذا الحق».

ورأى الدبلوماسي الروسي أن «هذا الأسلوب يتسبب في حالة من عدم اليقين في المجتمع الدولي»، محملاً الولايات المتحدة المسؤولية عن انتهاج «سياسة إثارة الأعصاب».

وحذر من أن خطر نشوب النزاعات في الخليج، وهو منطقة تحظى بأهمية قصوى بالنسبة للأمن الدولي، لا يزال قائماً.

400 هدف

إلى ذلك، صرح قائد القوة الجوية بـ»الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده بأن أميركا خططت لقصف منزل المرشد الأعلى علي خامنئي، عقب قتلها قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في بغداد، مطلع يناير الماضي.

وكشف زاده أن «الحرس» خطط لاستهداف 400 نقطة تابعة للأميركيين. وقال إنه «كان لدى واشنطن تأكيد خاطئ بأن طهران لن ترد على اغتيال سليماني، عندما رأوا أن الإيرانيين كانوا يرددون شعار الانتقام، هددوا بأن أي رد إيراني سيقابل بقصف 52 موقعا ونقطة في إيران».

وتابع: «وحينما قصفنا قاعدة عين الأسد تصورنا أنهم سيردون وخططنا لاستهداف 400 نقطة تابعة للأميركيين في حال حصول ردهم، لكنهم لم يفعلوا».

رفض وتخطيط

من جانب آخر، رفضت الجمهورية الإسلامية انتقادات أوروبية لإطلاقها قمرا صناعيا عسكريا للفضاء، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي إن موقف بريطانيا وفرنسا من إطلاق «نور» مثير للدهشة، ويدلل على سلوك «الكيل بمكيالين»، وانصياع وراء «البلطجة الأميركية» على المسرح العالمي.

وأضاف موسوي ان موقف فرنسا وبريطانيا غير مقبول، لأن استخدام التقنية الفضائية لأهداف سلمية جزء من البرنامج الدفاعي والتطور العلمي، ولا توجد أي معاهدة دولية تمنع إيران من امتلاك هذه التكنولوجيا وتطويرها.

وكرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موقف بلاده بأن صواريخها «غير مصممة» لحمل الأسلحة النووية، كما ينص قرار الأمم المتحدة رقم 2231.

وقال ظريف، عبر «تويتر»، «لا أوروبا ولا الولايات المتحدة يمكنها إلقاء محاضرات على إيران بناء على قراءة رديئة وواهية لقرار مجلس الأمن رقم 2231»، مضيفا: «إيران ليس لديها أسلحة نووية أو صواريخ مصممة لتكون قادرة على حمل مثل هذه الأسلحة المروعة».

في غضون ذلك، نقل عن قائد القوة الجو فضائية بـ«الحرس الثوري» قوله إن القوة تخطط لإطلاق قمر جديد قريباً، مشيرا إلى أن «الحرس الثوري» يسعى لإطلاق القمر الصناعي التالي بمدار أعلى من مدار «نور» الذي وضع على بعد 425 كيلومترا من سطح الأرض.

جاء ذلك بعد أن قالت بريطانيا إن إطلاق إيران قمرا صناعيا يثير قلقا شديدا، ويخالف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية مساء أمس الأول: «التقارير عن إطلاق إيران قمرا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية مقلقة جدا، ولا تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231». وأضاف: «تطالب الأمم المتحدة إيران بالامتناع عن أي نشاط يتصل بالصواريخ البالستية المصممة، بحيث تكون قادرة على حمل أسلحة نووية. يجب أن تلتزم طهران بذلك». ويدعو قرار للأمم المتحدة صدر عام 2015 إيران إلى الامتناع عن أنشطة تطوير الصواريخ البالستية المصممة لحمل رؤوس نووية لمدة تصل إلى 8 سنوات، بعد اتفاق مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي.

اختراق روسي

في السياق، كشف هاو روسي متخصص في التقاط إشارات الراديو وشبكات الاتصال اللاسلكية، دميتري باشكوف، أنه استطاع التقاط إشارات من القمر الصناعي العسكري الإيراني بعد أيام قليلة من إطلاقه.