لبنان: سعد الحريري يدافع عن «الحاكم» سلامة
المشنوق: هناك مؤامرة على السنّية السياسية
حملت الساعات الـ 24 الماضية كثيرا من المؤشرات إلى عزم بعض أطراف الحكومة اللبنانية وحلفائها إقالة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة من موقعه بفعل تفاقم الأزمات النقدية والمصرفية والاقتصادية والاجتماعية. وعزز تلك المؤشرات الهجوم العنيف الذي شنه رئيس الحكومة حسان دياب، مساء امس الاول، على حاكمية المصرف المركزي وإشاراته المتكررة إلى محاولة التعطيل من قبل خصومه السياسيين. الا ان كلام دياب لم يمر مرور الكرام عند رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي لم يتأخر في الرد على دياب، فأتى كلامه ليسكب الزيت على النار، من خلال بيان مطوّل لم يصدر مثله من قبل عن زعيم تيار «المستقبل» وهو موقف لا يشير إلا أنّ الأزمة السياسية في أشدّها، وتنذر بأيام سيزداد سوادها على اللبنانيين الغارقين في أزماتهم المعيشية والمالية والاقتصادية. ووجه الحريري في بيان صادر عنه، مساء امس الاول، نقداً لاذعاً للرئيس دياب، مشيراً إلى أنه تم «إغراق رئاسة الحكومة في شبر من العبارات المحملة بالتهديد والوعيد. وأخطر ما في ذلك أن رئاسة الحكومة ستتحمل من دون أن تدري مسؤولية إغراق الليرة التي تترنح بفضائل العهد القوي على حافة الانهيار الكبير». وتابع: «برافو حسان دياب. لقد أبليت بلاءً حسناً، وها أنت تحقق أحلامهم في تصفية النظام الاقتصادي الحر، إنهم يصفقون لك في القصر ويجدون فيك شحمة على فطيرة العهد القوي».وشنّ الحريري هجوماً أيضاً على عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، قائلاً: «لقد وقع الانهيار نتيجة المماطلة في تحديد مسارات الإنقاذ منذ حكومة العهد الأولى. وتدرج الانهيار طوال الأشهر الماضية، ليصل إلى ما وصل إليه في الساعات الأخيرة، حيث ضرب سعر الدولار رقماً غير مسبوق حتى في أسوأ ظروف الحرب الأهلية». وأكمل هجومه على عون مشيراً إلى أنّ «العهد اختار ومعه الحكومة سلوك دروب الكيدية التقليدية واستحضار أدوات العام 1998 لإدارة حلقات الكيد والثأر السياسي». وهب الى معركة الهجوم على دياب رؤساء الحكومة السابقون من دارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وسأل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة: «كيف يمكن استعادة ثقة الناس ولم نحل ملف التشكيلات القضائية؟ وكيف يمكن ان نكسب ثقة اللبنانيين ولم نطبق قانون الكهرباء المُقر منذ 18 عاماً؟»، مُعتبِراً ان «الدولار لا ينزل بالعصا انما باستعادة الثقة». كما لفت رئيس الحكومة السابق تمام سلام الى «أننا نعيش في مرحلة صعبة وبالتالي نحتاج إلى عناية ودراية من المسؤولين ولا يمكنهم وضع أنفسهم في موقع التصدي والدخول في جوّ المزايدات السياسية التي لا تؤدي إلى أي نتيجة وبدأت الانهيارات لأنه تم الخروج عن الدستور». وأضاف: «في الـ 3 سنوات الأخيرة كان يجب أن تتمّ معالجة التراكمات التي يتحدّث عنها الجميع في السنوات الـ 30 الأخيرة، لكن بدل ذلك تمّ اللجوء إلى الخطابات الثأرية والطائفية».
وعلّق وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق على كلام دياب، مُعتبراً أنه «لا ضرورة لحرب الردود لكن دياب منذ اللحظة التي كُلف فيها يتصرّف على طريقة قيادة السيارة والنّظر إلى الوراء وشي طبيعي إنو يفوت بالحيط». وأشار المشنوق إلى أن «هناك مؤامرة على السنّية السياسية وأهل السنة»، مُتمنياً «ألا يكون دياب جزءاً منها».