أكد مصدر في وزراة الخارجية الإيرانية أنه خلال المباحثات الثلاثية التي جرت عبر الفيديو بين إيران وروسيا وتركيا الأربعاء الماضي بشأن حل الأزمة السورية عبر المفاوضات ومسار آستانة، عرضت تركيا أن تسحب جميع "المقاتلين غير السوريين" الموالين لها من الشمال السوري وترسلهم إلى ليبيا، مقابل سحب إيران جميع المقاتلين غير السوريين الموالين لها.

لكن إيران، حسب المصدر، أصرت على أن وجود القوات الموالية لها في سورية، سواء كانوا من مقاتلي حزب الله اللبناني أو من الفصائل العراقية والأفغانية وكذلك العناصر الإيرانية، يأتي بدعوة من الحكومة الشرعية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والمعترف بها دولياً.

Ad

وتمسك الجانب الإيراني بمبدأ ضرورة إتمام المفاوضات على إخراج المقاتلين غير السوريين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش السوري مع الحكومة السورية فقط، لكن المصدر ميز بين هؤلاء وبين القوات الإيرانية الموجودة في سورية من مستشارين ومتطوعين، فقال إن الايرانيين يخرجون من سورية بمجرد أن تطلب منهم الحكومة السورية ذلك لكن بالتزامن مع خروج جميع القوات الأجنبية الأخرى العاملة في سورية سواء كانت تركية أو روسية أو أميركية أو إسرائيلية.

في سياق آخر، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني القوات المسلحة والحرس الثوري إلى "تتبع استراتيجيات تضمن الاستقرار المستدام للمنطقة مع الحفاظ على التأهب والوجود القوي"، في تصريح يبدو أنه يعكس التباين بين الحكومة والعسكر بشأن الانزلاق إلى جولة تصعيد جديدة مع الولايات المتحدة.

وكانت "الجريدة" نقلت في عددها الجمعة الماضي عن مصادر رفيعة في وزارة الخارجية الايرانية أن حكومة روحاني مستاءة جداً من التصعيد الحالي، وتعتبر أن الانجرار إلى التصعيد يصب في مصلحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت قال روحاني باتصال مع أمير قطر إن إيران لن تكون أبداً البادئة بأي صراع في المنطقة.

في السياق، كتب المساعد السابق لوزير الخارجية محسن أمين زاده، أحد منظري التيار الإصلاحي، في مقال نشر أمس بصحيفة "شرق" الموالية للإصلاحيين ولتيار روحاني، أن "التطور العسكري دون التطور الاقتصادي سيحول إيران إلى كوريا شمالية أخرى".