تواصل سوق الأسهم الأميركية، مدفوعة بقطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والإعلام، إرسال مؤشرات مطمئنة حول حالة السوق، إلا أنه عند النظر جيدا في حقيقة هذه المؤشرات يتبين لنا مدى زيف هذه الادعاءات وانفصالها عن الواقع.

وحسب تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، فإنه رغم وجود كميات هائلة من حزم التحفيز الهادفة للنهوض بأسواق الأسهم، فإنها لا تصب في المصلحة العامة بشكل رئيسي، لاسيما مع تصاعد مستويات البطالة وتراجع ثقة المستهلك، حيث أدت هذه التطورات إلى وضع الحكومات والهيئات الصحية تحت ضغوط كبيرة للتخفيف من إجراءات الإغلاق المفروضة.

Ad

وقال التقرير إنه في حين نجحت بعض الحكومات في تحقيق النتائج المرجوة من إجراءات الإغلاق، هناك حكومات لم تكن مستعدة لتطبيقها، خاصة أن هذه الإجراءات تؤثر سلبا وبشكل رئيسي على معدلات النمو والطلب.

وتستمر هذه التطورات في ترك آثارها بشكل واضح عبر مختلف السلع الرئيسية، باعتبار أنها تتأثر بمستويات الطلب أكثر من معظم القطاعات الأخرى، وبينما تعثرت السلع المعتمدة على النمو والطلب، إلا أن بعض الأسواق الزراعية الرئيسية، إضافة إلى الذهب، كانت من بين القطاعات القليلة التي شهدت تسجيل نتائج إيجابية.

وسجل النفط الخام انخفاضا تاريخيا إلى مستوى غير مسبوق خلال الأسبوع الماضي، في حين سجل الغاز الطبيعي ارتفاعا في ظل توقعات بانخفاض الإمدادات المرتبطة بالنفط وإغلاق الآبار.

وبلغ الذهب أعلى مستوى له خلال 7 سنوات، مع استمرار المستثمرين في تنويع استثماراتهم بعيدا عن الأسهم والسيولة النقدية، وارتفع حجم مشتريات الصين من السلع الغذائية، بينما حافظت المعادن الصناعية على استقرارها مع تعطل الإمدادات على خلفية تفشي "كورونا"، بشكل يسمح بتحمل مخاطر تباطؤ الطلب مع بدء حالة الركود بإلقاء ظلالها على السوق.

وشهدنا الأسبوع الماضي حادثة طغت على معظم أخبار السلع الأخرى، حيث تسبب الهبوط التاريخي للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط المنتهية في مايو إلى قيمة سالب دون الصفر يوم الاثنين، بحالة من التوتر أصابت الجميع، ولا يزال صداها يتردد حاليا عبر مختلف قطاعات سوق النفط العالمية.

وأدى الانخفاض الكبير في مستويات الطلب العالمي على النفط بعد تفشي كوفيد-19، والذي سيصل بحسب تقديرات وكالة الطاقة العالمية إلى 29 مليون برميل يوميا هذا الشهر، إلى إرسال ملايين البراميل إلى مرافق التخزين.

وبمجرد إنتاجه، يتم استهلاك النفط الخام من قبل المصافي ومنشآت التكرير أو تخزينه في خزانات كبيرة أو خطوط الأنابيب أو في عرض البحر على متن ناقلات النفط الخام العملاقة.